السبت، ديسمبر 03، 2011

وطن في الغربة

    ملاحظة :
= هذه السطور كتبت في شهر أبريل ( نيسان ) ٢٠١١ =  
الأسبوع الفائت واليوم - أيضا - ذهبنا نصلي الجمعة في المركز الإسلامي ، وهو بعيد بعض الشيء ...
ركبنا( المترو ) لأربع محطات ... ثم مشيا على الأقدام حوالي عشر دقائق ...
ووالله ( يسوى العنوة ) ..المسلمات ؛ مع بساطتهن ، وقلة معرفتهن بالدين ... لكن يشعرنك أن الإسلام هو بيتك الكبير ، هو وطنك الغالي ، هو أنسك الأنيس ، هو حضنك الحاني ... والله إن قلبي ليخفق وإن عيني لتنهمر دميعاتها ... فمع تفشي قلة العلم : لكني أحس في أعماق نفسي معهن بعز الإسلام ، وعظمة هذا الدين .. المصلى صغير ، وهو ليس مسجدا أو مركزا كبيرا ؛ بل مجرد مصلى ملحق بمبنى الجامعة ، وعدد النساء فيه قليل ... ربما نحو ثلاثين مصلية - على أكبر تقدير - لكنه يجمع ، أفريقيا ، وشرق آسيا ، والشرق الأوسط ، وأوربا وغير ذلك من بقاع الأرض الفسيحة ..
  اليوم : أقبلت علي عجوز ، يتهلل وجهها بإشراق مارأيت مثله ، لا أعرفها ، أقبلت بحفاوة و احتضنتني بقوة ، وجعلت تقبلني ، وترحب بي ترحيبا حارا لأنها لاحظت أني ( ضيفة جديدة على المسجد ) ، فلما سألتها إذا هي بريطانية أسلمت منذ أربعة أشهر بعد بحث عن الحقيقة لأربعين سنة ، وتقول بكلمات تتسابق على شفتيها الباسمتين : أن هذا هو سر سعادتها الغامرة !!! ووالله إنها لعلى بساطتها ، وقلة معرفتها بالدين ، لتجدد الإيمان في القلب ...   
 
ثم أقبلت علي فتاة بوجه بشوش ، و رحبت بنا بود واضح ، وحفاوة بالغة وعرفتني بنفسها دون أن أسألها ، فإذا هي بريطانية أيضا من ويلز ..
كل هذا الترحيب لأنهن لاحظن أني قادمة جديدة من بلاد العرب و ملامحي العربية تؤكد ذلك ...
المسلمون هناك يفرحون بنا - نحن العرب - ربما يظنوننا نحن الفاتحين أو أننا الصحابة ... وهذا يطوق أعناقنا بمسؤولية عظيمة ... وهو شرف منيف تشرئب له أبصارنا ، ولا تبلغه أعمالنا ... وهو تاج وقور لهامات شامخة ...

        رب اغفر لنا تقصيرنا ...
وردنا إليك ردا جميلا ...
ياجميل الفعال ... يا الله ...

        ***  ****  *** 
       عظمة هذا الدين تتجلى بعض أسرارها في أنه يسري كالنور ؛ لا توقفه الفكرة السلبية عنه ، ولا واقع المسلمين المخيب ...       فالله أكبر ...       الله أكبر....       ولله الحمد ....