الأحد، أغسطس 17، 2014

الكنز الجميل

الأسبوع الفائت ، واليوم ذهبنا نصلي الجمعة في المركز الإسلامي الملحق بالجامعة - هو ليس مسجدا بل مصلى صغير - وهو بعيد عن سكننا ، نأخذ ( المترو ) لأربع محطات ثم مشيا على الأقدام لنحو عشر دقائق ، ووالله إنه أهلٌ لأن يقصد ... المسلمات على بساطتهن ، وقلة معرفتهن بالدين لكن تشعر معهن أن الإسلام هو بيتك ، هو وطنك ، هو أنسك ... ووالله إن القلب ليخفق وإن العين لتدمع ... مع تفشي قلة العلم ... لكن أحس في عمق نفسي بعز الإسلام وعظمة الدين ... المصلى صغير ... والعدد قليل ربما نحو ثلاثين امرأة وفتاة لا يزدن على ذلك ... لكنه يجمع : أفريقيا ، وشرق آسيا ، والشرق الأوسط ، وأوربا وغير ذلك .. اليوم : أقبلت علي عجوز وجهها يتهلل ... لا أعرفها ، احتضنتني بقوة ، وجعلت تلثمني وترحب بي ترحيبا حارا كأنها تعرفني منذ أمد بعيد ، أو كأنها إحدى قريباتي الحميمات ... فبادلتها حفاوة بحفاوة ... ثم سألتها أن تعرفني بنفسها بعدما عرفتها بنفسي ... فإذا هي بريطانية أبا عن جد ... قد أسلمت منذ أربعة أشهر ... بعد بحث عميق عن الحقيقة امتد لمدة خمس سنوات ... وتقول : إن هذا هو سر سعادتها الغامرة ... ووالله إنها على بساطتها وقلة معرفتها بالدين لتجدد الدين في القلب ... ثم أقبلت علي فتاة بوجه بشوش وصافحتني بود واضح وحفاوة بالغة وعرفتني بنفسها دون أن أسألها ، فإذا هي بريطانية أيضا من ويلز ... .... يفرحون بنا نحن العرب ، ويغبطوننا لعروبتنا ، يغبطوننا لأننا ورثنا الإسلام إرثا قديما غاليا عن آبائنا وأجدادنا ... قالت لي : ليتني كان لي جدٌ مثل جدك حظي بهذا الكنز وورثني إياه !!! ثم عادت إلى نفسها تواسي نفسها قائلة : الحمد لله ... أني وقعت على هذا الكنز الجميل ... وسأورثه أبنائي وأحفادي ... .... كانت تتأملني بغبطة ... تنظر إلي بوقار .... تبتسم لي بحب ... يظنوننا الفاتحين أو الصحابة !!! وهذا يطوق أعناقنا بمسؤولية عظيمة ... رب اغفر لنا تقصيرنا ... ... عظمة هذا الدين يتجلى بعض أسرارها في أنه يسري كالنور ؛ لاتوقفه الفكرة السلبية عنه ، ولا واقع المسلمين المخيب فالله أكبر ... الله أكبر.... لله الحمد .... ...

هناك 4 تعليقات: