كان صهيب ذو السنوات الثمان يلعب في غرفته مع شقيقه يوسف ذي السنوات الخمس مع أترابهما : حمّودي و فهّودي وفصّولي ... وكانت الأم في الغرفة المقابلة لغرفتهم تسمع ضحكاتهم ومشاغباتهم ...
بعد فترة ... ساورها شيء خفي ... و أصوات شبه رجة واضحة ... وضحكات يوسف الغريبة وتعليقاته وهو يقفز على السرير و يصيح فيهم : ... انظروا إلى صهيب كيف يرقص !!!
استغربت ذلك ... فهي لم تعهد من مواهب صهيب موهبة رقص !!! لكن حبسها حابس غريب أن تذهب لتستطلع الخبر ... وظل الهاجس يسري بإلحاح خفي !!!
لحظات ... ويأتيها صهيب بوجه شاحب وشفتين بيضاوين ويلقي بجسده النحيل في حضنها تعتريه رعشة دون أن يبكي ... احتضنته ومسحت رأسه تهدئ روعه و تسائله ... : ( خير يا صهيب !!! ما الخبر !!! )
مد إليها كفيه فإذا هما كأنما أصابهما طلقات رصاص أو شظايا لكن بلا أثر لدم !!!
أنتابها هلع شديد ... وتفحصت الكفين الصغيرين ولثمتهما بحنان وخوف : صهيب !!! ما الذي أصابك ؟؟ ما هذه الجروح ؟؟
أجابها : كنت أحاول تشغيل ( البلاي ستيشن ) فأمسكني السلك الكهربائي والتصق بيدي ونفضني ولم يفلتني حتى ألقاني أرضا ...
كان الخبر مرعبا جدا لأمه ... وساءلت نفسها مليمة ... كيف لم تستجب لما ساورها من هاجس قلق قبيل لحظات ... لقد كان حبيبها الصغير يترنح من شدة سريان التيار الكهربائي في جسده النحيل ... وأخوه والأتراب يتضاحكون يحسبونه يرقص ...
... حمدت الله كثيرا على سلامته ونجاته ... وحمدت الله كثيرا على ما تبدى لها من أوجه اللطف في هذا الحادث السريع !!! وتيقنت أن الله - سبحانه - هو السلام و هو اللطيف وهو خير حافظا ...