الجمعة، أكتوبر 29، 2010

جرح نازف

-9-

جرح نازف

وفي غمرة الأفراح ....

وفي عرض البسمات ...

يتفتق جرح غائر في أحشاء الفؤاد ...

وينزف ألم وجيـــــع في سويداء القلب ...

... تطل عينا طفلة .. تبحثان وتتساءل بحيرة : عاد الآباء إلى بيوتهم ... فمتى يعود أبي إلى بيتنا ؟؟

وتظل أم ثكلى ترفع كفيها إلى السماء : ربي ... يا رب الكائنات ... قرعيني برؤية ولدي !!

ويتلفت شيخ طاعن وهن : أزوج ابنتي حي فأرتجيه ... أم ميت فأبكيه ؟؟!!

وتظل عروس شابة حيية ترقب الباب كلما حركته نسمة : لعل عائلنا قد عاد ...

.... وتطفح الدمعة الحزينة ... تغلب الوجه الباسم ...

ويبقى الأمل بالله ... أقوى ... وأعظم ...

والرضى بقضائه أشد رسوخـــــا ...

والتسليم لحكمه وحكمته ... هو الدواء وهو العافية والشفاء لما يختلج في الصدور

**** ***** ****

طق يامطر ...


زاير خواله
والمطر بلله
الصور ملك خاص للمدونة

الثلاثاء، أكتوبر 26، 2010

العافية لأبنائنا

( 7 )

يؤلمني كثيرا شغف أبنائنا بأكلات مطاعم الوجبات السريعة ..

يجهلون مضارها الصحية والمالية والاجتماعية ...

... و كم أسر و أفرح حين أرى شبابا لديهم من الوعي الغذائي والاجتماعي ما يحملهم على انتقاء مأكلهم ومشربهم انتقاء جيدا ذكيا ... فقديما قالوا العقل السليم في الجسم السليم ...وقد صدقوا ..!!

أما الوجبات الزاخرة بالدهون ... بل والدهون المشبعة ... و المهدرجة .. والتي استهلكت في عملية القلي مرات ... و مرات ... لهي مما يهدم البنية الفتية ... و يرفع معدلات السكر .. والضغط ... و الكلسترول ... وينفخ الأجساد كالبالونات ... مع معاناة من فقر الدم ... وأمراض الدم ... وأمراض أخرى فتاكة ...

مع ما يصاحب ذلك من مواد حفظ وتخزين وأصباغ وملونات ومنكهات اصطناعية و هرمونات تدمر بهجماتها الشرسة على الخلايا بهمجية ...

.. كم أضن بشبابكم أبنائي ..!!!

... وإني لأهيب بكل الغيورين على أبنائنا ..أن يتحلوا بالوعي والأمانة و الإخلاص ... وأن ينأوا بالأبناء عن كل العادات الغذائية الخاطئة ... ويجهدوا في الحرص على العادات الغذائية الطيبة السليمة الصحيحة ..

... فكم تهفو نفوسنا لشباب تنمو أجسادهم وتبنى بنيتهم بالطيب الزكي النظيف ..!!!

**** ***** ****

الأحد، أكتوبر 24، 2010

شموس قلبي وشمس الربيع



الشمس الساطعة
على
الكتاكيت الأربعة




الصور ملك خاص للمدونة

بذرة ورع

( 5 )

الخروج متعطرة

قالت محدثتي :

إن نسيت فلن أنسى ذلك السؤال من أمي لعمتي !!!

فقد كان لأمي – رحمها الله – فضل علي كبير في تخوفي من الخروج متعطرة مذ كنت صغيرة إلى يومي هذه ؛ وقد غدوت جدة لي أحفاد ...

كان بيتنا قريبا جدا من بيت عمتي .. وكان بين البيتين جدار فيه باب يسمح بالانتقال بينهما مباشرة ..

أمي – رحمها الله – كانت إذا أرادت الخروج لمناسبة وواجب اجتماعي .. ترسلني إلى عمتي – رحمها الله - أسأ ل عمتي قائلة : ( عمتي ... أرسلتني أمي لأسألك : من سيأخذنا في هذا المشوار؟ هل هو أحد أبنائك أم هو أحد إخوتي ؟ ) ...

وأعود بالجواب لأمي – رحمها الله –

ثم تسألني أمي : أتدرين لم سألت عمتك ذاك السؤال !!

بالطبع لا أدري !!

تجيب – رحمها الله –: إن كان أحد إخوتك هو من سيأخذنا في مشوارنا ذاك فإني أضع بعض الطيب لأن من سيجد رائحة الطيب الذي وضعته هو ابني ..

وإن كنا سنذهب مع ابن عمتك ، فإني لن أتطيب ، لأنه غريب عني .. والمرأة إذا وجد رائحة عطرها أو طيبها رجل غريب ( فإن الملائكة تلعنها طيلة مشوارها إلى أن تعود ) !!!...

أمي الأمية – رحمها الله – معلومتها هذه غير دقيقة ، لكنها لا تخلو تماما من الصحة في معناها ..

هذه المعلومة الرهيبة المرعبة !! .. كانت تلقي في روعي ظلالا من الرعب الرهبة .. وكنت إلى أن كبرت .. ورشدت - ( مع أني قد تأخرت في الامتثال لأمر الحجاب ) - إلا أني لم أكن لأجرؤ يوما على وضع طيب أو عطر أو بخور عند أو أثناء خروجي ..

بل أني إن لامست قارورة العطر عند خروجي من البيت .. واصطبغ في أناملي بعض منها ... أتوجس خيفة ...!! وترن في أذنـــــــــيّ كلمات أمي - رحمها الله – !!

فجزاها الله خيرا أميمتي .. كم كانت بفضل الله حكيمة ..

فلربما كان رد فعلي مغايرا

و لربما تلبست الجرأة بالعناد لو نهتني أمي نهيا جافا مباشرا في سن هوجاء ..

**** **** ****

الجمعة، أكتوبر 22، 2010

النعمة غالية 2

( 11 )

ومن صور صونها للنعمة – ب -

قالت محدثتي :

كلما رأيت نشاط لجان فائض الأطعمة ، تذكرت تلك السيدة الفاضلة ، التي مرت على هذه الأرض ثم غادرتها إلى الدار الآخرة فأترحم عليها ، وأدعو لها لأنها تركت في مخيلتي صورا جميلة ..

لقد كانت تعمل عمل لجان فائض الأطعمة ؛ يوم لم تكن تلك اللجان على صورتها اليوم !! ... كنت صغيرة ؛ في عمر أصاغر أبنائها ، كنت أراها بعد كل وليمة ، إذا فاض الطعام ، تنسقه وترتبه وتصفه في صينية كبيرة ، وتضع على رأسها شبه العمامة ، ثم تحمله على رأسها ، تبحث بنفسها عن العمال البنائين في حارتنا أو الحارات التي تصلها مشيا على قدميها ...

وأذكر قصتين كانت كثيرا ما تسردهما وترددهما على مسامعنا يوم كنا صغارا ، قصة : ( الغني ، وخبز الرقاق ) ، وقصة : ( اعمل تلق ) وهما حكايتان هادفتان جدا ... و ذواتا مغزى عظيــــم ..

**** **** ****

النعمة غالية 1

( 10 )

صـــون النعمة - ا-

قالت محدثتي :

ومن فرط تقديرها للنعمة – ولم تكن بدعا في ذلك الزمان بل اصطبغ جيلها كله بتلك الصبغة الرائعة – كانت تصون النعمة ولا تبتذلها أبدا ، ومن صور ذلك :

- أنها إذا غسلت الخضار( الطماطم والخيار) ، وقطعت التالف منها .. فإنها ترميه في حوض ترابي قرب المطبخ .. تقول : في بطن طير ودابة ولا في بطن القمامة !!!

ما النتيجة ؟ النتيجة التي لم تخطط لها لم تعمل لها أن بذور تلك الثمار آتت ثمارا !! فكان الجميع يتندر بذلك ويطلب من جنى ( حديقتها الغناء )، ولا أنسى قولهم : ( اليد الكريمة مباركة ! )

**** **** ****

الساقية الصغير

( 1 )

مشروع سقيا المـــــــــاء

ربما يتمتع صهيب بتفكير خلاق ... إذ يفاجئ الأهل باقتراحات مبدعة أو يطرح أفكارا تسبق عمره تثير الدهشة والإعجاب لروعتها ..

ذهب يوم جمعة إلى المسجد في ظهيرة صيفية لاهبة ... وكان قد بلغ الظمأ منه ومن أبيه مبلغه ... في ذاك اليوم الصائف الشديد القيظ ...

توجها مسرعين قبل دخول المسجد إلى برادة الماء فخابت أمالهما ... إذ البرادة معطلة ... وهــمّ الأب بدخول المسجد على ظمأ مسلما أمره لله ...!!

لكنه فوجئ بابنه الشاب الصغير ذي السنوات الست يطرح عليه اقترحا : أبي سيأتي كثير من المصلين عطشى مثلنا فيجدوا البرادة معطلة ...

لم لا نذهب ونشتري صندوقا من قوارير الماء البارد نضعه هنا ليطفئ ظمأ الظامئين !!!!

سر الأب سرورا عظيما لهذه الفطنة ... وعجب أيما عجب كيف فاتته ولحقت بابنه ذي السنوات الست ...!!!

استجاب الوالد لاقتراح ابنه ...

وبعدما انتهت صلاة الجمعة خرج الاثنان وإذ بجميع قوارير الماء فارغة بعدما روت العطاش ... فحظي الصغير باقتراحه والأب بتنفيذ الاقتراح بفضيلة سقيا الماء وهي من أجل الصدقات ...

فالحمد لله أن أنطق للخير لسانا ... ومد للخير يدا ...!!

**** **** ****

الاثنين، أكتوبر 18، 2010

بس بس نو



بِـــــس بِــــــس نَــــوووو

يـــــــا

بِـــــس بِــــــس نَــــوووو

* * * * * *
الصور ملك خاص للمدونة

طفلة متدينة

( 8 )

فطــــــــــرة ماثلة أمام الأنظار ...

الصغيرة حصة ... بسنواتها الست ... متدينة بالفطرة ... تحب ما كلف الله به الكبار من شرائع ... تستعذب القيام بها ... سبحان من يهدي العباد !!!

....

كثيرا ما تنبه إخوتها للقيام للصلاة ... وقد تذكرهم بالوضوء .. لكنها - تبارك الرحمن - إذا قمنا للصلاة فإذا هي قبل الجميع ( تشغل ) الحمام !!! والأبدع من ذلك أن أحد الوالدين إذا خرج من الحمام بعد الوضوء لصلاة الفجر ... إذ به يفاجأ بحصة واقفة تنتظر دورها للوضوء عند الباب دون أن يوقظها أحد !!!!

حقيقة ... هذه نعمة جليلة أن حبانا الله إياها نحمده – سبحانه – ونثني عليه ثناءا حسنا ونسأله – سبحانه وهو الكريم – تمام النعمة ودوامها .. وحسن الثناء عليها ...

**** **** ****

الجمعة، أكتوبر 15، 2010

قطار العمر


( 6 )

الأيام أسرع من خطف البصر .. مع ما في ذلك من مبالغة ...

والأيام تحمل معها سير حياتنا ... وسجلات أعمالنا ...

... هل فكر شاب واع أن يحمل قلمه بين أنامله فيسطر أحداثا أثـــْرت حياته ...وأثــــــّرت في مسيرة حياته ؟؟ ..

الحادث الذي يمر بك اليوم ... تراه عفويا ... بسيطا ... لا يستحق التسجيل ... لكنك تحتاج استرجاعه في الغد ... تنعش به ذاكرتك ... كأنك تعيش الحدث مرة أخرى ...

والحادثة التي تسجل وعمرك 13 أو 15 أو 18 ... حين تقرأها في العشرين الثلاثين .. لها مذاق آخر ... تفيد منه وتستفيد ..!!

فاحمل - بني - القلم ...

وسجل به ذكرياتك الحلوة والمرة ...

فالأجسام تفنى ...

والأرسام[1] تبقى ...

فاترك رسما للذكرى فالذكرى تنفع المؤمنين ...!!!

[1] - الرسم بمعنى الأثر الملموس

الخميس، أكتوبر 14، 2010

الديك الفصيح من البيضة يصيح

( 6 )

فصـــــــاحة مبكرة

سمية ... فتاة في الرابعة أو الخامسة من عمرها ... ذكية ... خفيفة الظل ... متميزة ..

لا أدري كيف انتبهت ذاتيا لجمال اللغة العربية الفصحى ... ورقتها .. فأصرت ألا تحادث عائلتها إلا بالفصحى ...

رحبت الأسرة بذلك ... وتجاوبت مع رغبتها ...

الكلمات الفصيحة لدى سمية وثقافتها اللغوية .. لم تكن لتسعفها في كل مواقف الحياة هذا مع صغر سنها ... ومع طغيان موج اللهجة العامية في خضم الحياة حولها ... لكنها مع ذلك ... كانت تصر على المضي في تحقيق رغبتها ... وما أجمل إصرارها البديع ذاك ..!!! وأحمل ما في تجربتها هذه أنها كانت تفاجئ الأسرة بمحاولات عذبة وتركيبات لغوية طريفة خفيفة الظل كقائلتها ... فتأخذ كلمات عامية فتنونها بالفتح أو بالضم أو بالكسر ... لكن لا بأس ... محاولة كبيرة قياسا إلى عمرها وثقافة جيلها في زمن غابت فيه الفصحى عن الحياة العامة ... وانحصرت في بطون الكتب ....

مضت سنوات قلائل ... تكشفت خلالها مقدرة لغوية فذة بين أقرانها ... وثروة أدبية عز نظيرها لدى أترابها ... وموهبة رائعة لفتت أنظار من تعامل مع سمية في هذا المجال من معلمات .. ومربيات ..

الأربعاء، أكتوبر 13، 2010

الكبش المفدى

-8-

ســـــــفير الحــــرية

نهاية المطاف في هذه المواقف ... كان صبيحة التحرير ...

... ففي الرمق الأخير للاحتلال ... وفي ( حلكة النهار ) - الذي بدا كليل أسود أبى أن ينزع غلالته ... بعدما فجّر الحسد الظالم أحقاده ... وأشعل البعث العابث آبار النفط لهيبا أسودا -

... تحت جنح ذاك الظلام الدامس في ضميره وفيما بثه في الأجواء ... حصد المحتل الشباب حصدا ... رحل بعضهم إلى أقبية البصرة ... والبعض الآخر ينتظر دوره ...

وكان فوج من أفواج المعتقلين ... حشروا وراء قضبان حديدية في أحد المخافر ...

وأُحكم إغلاقه ... ولشدة تزاحمهم فيه كانوا يكادون لا يستطيعون حراكا ... وقد أمروهم بالاستعداد لترحيلهم إلى البصرة أكثر من مرة ...

لكن يتأخر دورهم ... ونتأمل ونستغرب ... أي استعداد يراد منهم ... وكل رأسمال أحدهم ... أثوابه التي يرتديها !!!

زبدة الموضوع ... في ليلة التحريـــر ... انطلقت صيحة في المخفر لم يتبينها المعتقلون : ( انســـــــــــــحاب !!! ) ...

لكنهم سمعوا هرجا ومرجا .... ثم أعقبه هدوء .... ثم سكون ...!!

لا يعرفون كنه تلك الصرخة المدوية ... ولا يعلمون سر ذاك الهرج و المرج !!! ولا يعلمون سبب هذا الصمت الفجائي المطبق !!!

صمت المعتقلون ... سكنوا ... كأنما على رؤوسهم الطير... حاولوا أن يتنصتوا إلى صوت ... لكن لا صوت ... لا حراك .....

صرخ أحد المعتقلين مفتعلا ضجة لعل أحد العسكر يجيب.... لكن لا حياة لمن ينادي ..! نادى ولا من مجيب...!!

حاولوا أن يفكوا أقفال سجنهم أو يكسروه ...... لكن هيهات

هيهات .... فالأمر بعيد عن منالهم .... وبلوغ الثريا أقرب لهم ...!!... والقفل سبيكة صماء .....!!!

ومع مرور الوقت ... سمعوا أصواتا في الخارج ... إنها أصوات يعرفونها ... أصوات أهالي الحي ...

صاح المعتقلون ... نادوا بأعلى أصواتهم ...لا أحد يجيب !!!

أصابهم شيء من الهستيريا ... وهم يصطرخون ... يستغيثون ... ينادون ... !!!

لا شيء يؤنسهم ... !!

ما الخبر ... ؟؟ أأصاب الأهل صمم !! ... ما لهم لا يسمعون ؟!

....

وفجأة ... !

دخل خروف المخفر ... يسير حرا متبخترا بخيلاء ... أمام جموع المعتقلين من ( بني البشر ) ... ! كأنما علم أن سيكون له شأن وأي شأن ... ودور وأي دور ... !!

تواصى المعتقلون بالهدوء ... نادوه ... أغروه بالدنو منهم – وهو الوديع –وبالفعل ... استجاب لهم .. و دنا منهم... وزاد اقترابا يمنّي نفسه بشيء يأكله من أياديهم !!

ولما أن دنا منهم ... أمسكه أحدهم من قرنيه بقوة ... فيما اجتهد الخروف بالمقاومة ... واطلاق الثغاء عاليا ... محاولا الهروب ... ربما خوفا من الذبح !!

... تصايح المعتقلون ببهجة ... : هيا ... هيا ... هذا سفيرنا إلى الحرية ...!

نزع أحدهم قطعة قديمة من الشريط الطبي اللاصق من على جرح في ذراعه ...

تناولها معتقل آخر ... وكتب عليها :

( النجدة ... أغيثونا ... نحن معتقلون في المخفر ... )

اختطفها ثالث ولصقها على أعلى هامة الخروف ...

لم يكتفوا بهذه ( البرقية ) العاجلة ... فلربما لا تكون واضحة ... ووسط صياح : لا تتركه لا تطلقه !!... نزع أحدهم غترته ( كوفيته ) ... وتعاونوا على ربطها حول رقبة الخروف ...

... أخيرا أطلقوا الخروف سفيرا لهم إلى الحرية ... ودعوه مداعبين : ... ( بكوفيتك هذه أصبحت سفيرا فوق العادة مفوضا ... ) ... فأطلق لساقيه العنان ينشد النجاة مما هو فيه ...

وفعلا .. أدى الخروف الوديع مهمته بنجاح تام ... فتسارع الناس لنجدة المعتقلين ...

... وحينها استنشق المعتقلون عبير الحرية ...

تبسم أحد المحرَّرين مداعبا : ... أين كبش الفداء لنقدم له شكرنا عرفانا بجميله ؟

أجابه الثاني محتجا : لا ... لا ... بل هو الكبش المفدى ... لا كبش الفداء !!!

**** ***** ****

الاثنين، أكتوبر 11، 2010

سباق الدراجات في الهواء الطلق


مرح الطفولة
الصور ملك خاص للمدونة

أشواق قلبي


أحبابـــــــي
زاد اشتياقـــــــــــــــي ي ي ي

الصور ملك خاص للمدونة

تسابقني !!!


أنطلق بدراجتي إلى الأفق الفسيح والمستقبل الرحيب

الصور ملك خاص للمدونة

عيدية



عيدكم مبارك وتقبل الله طاعتكم

***
احتفلنا لأن ربي أعاننا على الصيام والطاعة

وكل واحد نصيبه من الكيكة قطعا بعدد الأيام التيصامها


الصور ملك خاص للمدونة




الحلال لايضيع

-7-

العرق الطاهر لا يضيع

( الكسب الحلال )

في نقطة من نقاط السيطرة المغروزة في كبد المدينة المنكوبة بالغدر..أوقف ضابط رجلا وقورا ... نظر في هويته ... تفحص بعينين زائغتين تلك السيارة الفارهة ... سال لها لعابه لؤما وطمعا ... أمره بالنزول منها ( ليفتشها من الداخل ) .. أو بالأحرى ( ليتفحصها ) ...

الجندي المحتل : أعطني مفاتيحها !...

الشيخ الوقور : لماذا .. ؟

الجندي : لماذا !! ... هذه ملك الدولة ..!

الشيخ الوقور: هذه سيارتي ... اشتريتها بحُر مالي ..!

الجندي المحتل : حُر مالك ...؟! وهل لك مال ..؟ إنها أموال الدولة ... وسيارة الدولة ... لا حق لك بها ... ... زجره متعسفا لم يرقب لسنه وقارا - وهو الذي في عمر أبيه - : هيا هات المفاتيح ...!

سلم الرجل المفاتيح مقهورا ... وحوقل واسترجع ... وسار إلى بيته يشكو إلى ذي الانتقام ظلم الظالم ... ولؤم الغادر ... وقد ذاق طعم ما استعاذ منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ... ومن قهر الرجال ... ) و الأمر في مثل هذه الأحوال لا يحتاج إلى ( شجاعة الصبيان) قدر ما يحتاج إلى حكمة وحزم وموازنة بين أهون الضررين ...

مضت أيام ... وذهب الرجل راجلا لشراء بعض الحاجيات الأساسية من جمعية الحي ...

... كان في الجمعية بعض عسكر البعث يعيثون فسادا... ويتيهون غطرسة ...

لم يأبه بهم .. ولم ينظر في وجوههم القبيحة ...

أخذ حاجاته .. و توجه خارج الجمعية منصرفا إلى بيته ... وفجأة ...!!! وجد نفسه ... ( وجها لوجهه ) مع سيارته ... قد أوقفت عند مدخل الجمعية ...!!!

تأملها ... نظر إليها ... دار حولها ...!

همس يخاطب نفسه : نعــــــــــم !... إنها سيارتي ... هذا الخدش على بابها الأيمن ... وهذه ( نمرتها ) لم تتغير - وإن كانت أوامرهم تقتضي تغيير نمر السيارات واستبدالها ...!

تفحص محفظته ... يبحث .. : نعم ... نعم .... ها هو المفتاح الاحتياطي ... ! تلفت حوله ... لم ير أحدا ... ركب سيارته وانطلق عائدا بها إلى بيته .... أدخلها المرآب ... وراح يتفحصها بدقة ... قبل أن يلفها بغطائها المخصص لها ...

.... ويالهول المفاجأة !!..

وجد بداخلها وعاء مليئا بالمصاغ الذهب ...قد أضافه ذلك الضابط ( المغوار ) إلى قائمة ( مغانمه ) !!!

احتار صاحبنا في هذا الكنز المسروق !! - وهو الذي ما اعتاد أكل حرام .. - ماعساه أن يفعل به !!!

خبأه في أرض حديقة بيته ...على عزم صادق بالبحث في أمره والسؤال عن شأنه بعدما يفرج الله هذه الكربة عن البلد كلها ......

**** ***** ****

الخميس، أكتوبر 07، 2010

الإهـــــداء


هنيئــــــــا
لمن كان قرة عينه في الصلاة ...
و
يا لسعــــــــــــادة ...
من وجد في الصلاة سعادته ...

نطمع بدعوة صالحة بظهر الغيب ...

الإهــــداء

الرايــــــات ترفعها السواعد
جيلا إثر جيل ...
وهـــــؤلاء حملة الراية اليوم وغدا ...
فاللهـــــــم بارك فيهم
واحفظهم
واهدهم
وأصلحهم
وأسعدهم بطاعتك..
وذرياتكم والمسلمين أجمعين ...
اللهــــم آمين ...

الإهـــــداء



الأجســـــاد تفنى ...
والفضائل لاتموت ...
والســــــــــعيد من ورّث فضيلة ...
وهذه قيم سامقة تمثلها أهلونا الأقربون ...
من حقــــــها أن ننشرها لئلا يطويها النسيان ...

الأربعاء، أكتوبر 06، 2010

مغامرة

- 6-

مغامرة يستدعيها حب البقاء ...

منذ الأيام الأولى للغزو ... انقسم الناس ما بين مهاجر ... مرابط ... وهذه سنة الحياة .... منذ بدء الخليقة .. وحتى تقوم الساعة ... ما من مصيبة تصيب أرضا ... إلا ويخرج منها من يخرج ... ويبقى فيها من يبقى ...

... وفي كربتنا ... خرج أناس كثيرون وإن كان خروج الخارجين يشعر الباقين بنوع من الخذلان ...

ولمثل هذه المستجدات... ظهر شباب نذروا أنفسهم لتفريج كرب المكروبين ......ومن مثل هؤلاء الشباب ... كان شاب من دولة الإمارات ...جند نفسه جنديا مجهولا .. يتسلل داخلا إلى أرض المحنة ... ليخرج من يرغب في الخروج ... خدمة مجانية للناس ... وقد مارس هذه العملية تسعة وعشرين مرة .... وكان خاتمتها هي الرحلة التي تحمل الرقم ( 30 ) !!

... وكان لابد من موقف خلال مثل هذه المهمة ... !!

... وكان الموقف الأشد ... في الرحلة الأخيرة ... كأنما كان مسك الختام لمهمته ... كانت هذه الرحلة الأخيرة قبيل الحرب الجوية بأيام ...

تسلل صاحبنا - على عادته في تلك الأيام - داخلا البلاد خلسة ...

وبعدما تواعد مع الراغبين في الخروج ... اختار أن تكون رحلته ليلية ...

انطلق حاملا بسيارته عائلة من تلك العائلات النازحة عن وطنها ... وقرابة الساعة الثانية عشرة من منتصف ليلة من ليالي شهر كانون الأول ( ديسمبر) الباردة ... أوقفتهم نقطة سيطرة قبيل وصولهم المركز السعودي بقليل ...

لم تكن سيارة صاحبنا هي الوحيدة التي أوقفتها نقطة السيطرة ... لكنها كانت أول سيارة أوقفت ... وأوقفت بعدها سيارات كثيرة ...

أمر الرجال جميعا بتسليم مفاتيح سيارتهم ... الكل أعطى مفاتيح سيارته ... إلا صاحبنا ... فقد ترك المفتاح معلقا مكانه من السيارة ...!

هل كان عامدا ...؟!

هل كان ناسيا ...؟!

كيف لم ينتبه جنود السيطرة ..؟!

قدر لا يمكن رده .. ولا تفسيره .. ولا تعليله ..!!

.. أمر الجميع بالنزول ...

النساء والأطفال في جهة ... والرجال في الجهة الثانية ... لكن الفريقين يتراءيان ... أحد الرجال .. - لموقف ما - انفلتت أعصابه من عقالها ... ( فتلاسن ) مع الجنود منفعلا ... وحسم الموقف ببساطة ... بطلقة أردته قتيلا أمام الجميع !!!

... ظن صاحبنا أنهم جميعا ميتون لا محالة ...

تضرع داعيا من لا يخيب راجيه دعاه دعاء خفيا : ( اللهم إني أسألك الثبات وحسن الخاتمة ) ...

استأذن صاحبنا الضابط في صلاة ركعتين خفيفتين .. أذنوا له ... وهم أجهل الناس بما تفعل سهام الدعاء ...

وبينما هو في صلاته .. سمع عجيجا وضجيجا .. وصياحا .. و هياجا .. وتراكضا .. وتدافعا ...

سارع في ختم صلاته .. ليستبين الخبر ..!!!.. فإذا الفرج قد لاح لكنه فقط يطلب حسن التصرف !!!: كان الجنود قد حفروا خندقا لإخفاء الدبابة نهارا ... وفي الليل يتخذونه مبيتا اتقاء البرد القاري القارس ... وهم لا يدرون أنهم إنما حفروا قبرهم بأيديهم

وكان في تلك الساعة بعض جند الظالم نائمين في ذلك الخندق ... وقام أحدهم فقاد الدبابة ليحركها قليلا إلى الأمام ... فإذا بها تتراجع إلى الخلف ... وتترنح على النائمين ...

فتساقطوا مابين قتيل ومصاب إصابات قاتلة .. لذا عم الصياح والهياج ... وتراكض الجميع ... ذاهلين عن هؤلاء ( الموقوفين) ..!!!

تلفت صاحبنا يمنة ويسرة ... وهتف في نفسه هاتف ... : هي فرصة ... والفرص لا تتكرر ...

لوح لجماعته أن : هلموا .. اركبوا السيارة بسرعة ...!!!

... وبخفة قاد السيارة سيرا سريعا ... وقد أطفأ جميع أنوارها ... وفي مغامرة تقتضيها فطرة الحي في مقاومة أسباب الفناء ...

وكان قدر الله سابقا لهم بالسلامة ....

**** ***** ****