الخميس، أكتوبر 14، 2010

الديك الفصيح من البيضة يصيح

( 6 )

فصـــــــاحة مبكرة

سمية ... فتاة في الرابعة أو الخامسة من عمرها ... ذكية ... خفيفة الظل ... متميزة ..

لا أدري كيف انتبهت ذاتيا لجمال اللغة العربية الفصحى ... ورقتها .. فأصرت ألا تحادث عائلتها إلا بالفصحى ...

رحبت الأسرة بذلك ... وتجاوبت مع رغبتها ...

الكلمات الفصيحة لدى سمية وثقافتها اللغوية .. لم تكن لتسعفها في كل مواقف الحياة هذا مع صغر سنها ... ومع طغيان موج اللهجة العامية في خضم الحياة حولها ... لكنها مع ذلك ... كانت تصر على المضي في تحقيق رغبتها ... وما أجمل إصرارها البديع ذاك ..!!! وأحمل ما في تجربتها هذه أنها كانت تفاجئ الأسرة بمحاولات عذبة وتركيبات لغوية طريفة خفيفة الظل كقائلتها ... فتأخذ كلمات عامية فتنونها بالفتح أو بالضم أو بالكسر ... لكن لا بأس ... محاولة كبيرة قياسا إلى عمرها وثقافة جيلها في زمن غابت فيه الفصحى عن الحياة العامة ... وانحصرت في بطون الكتب ....

مضت سنوات قلائل ... تكشفت خلالها مقدرة لغوية فذة بين أقرانها ... وثروة أدبية عز نظيرها لدى أترابها ... وموهبة رائعة لفتت أنظار من تعامل مع سمية في هذا المجال من معلمات .. ومربيات ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق