الأحد، أكتوبر 24، 2010

بذرة ورع

( 5 )

الخروج متعطرة

قالت محدثتي :

إن نسيت فلن أنسى ذلك السؤال من أمي لعمتي !!!

فقد كان لأمي – رحمها الله – فضل علي كبير في تخوفي من الخروج متعطرة مذ كنت صغيرة إلى يومي هذه ؛ وقد غدوت جدة لي أحفاد ...

كان بيتنا قريبا جدا من بيت عمتي .. وكان بين البيتين جدار فيه باب يسمح بالانتقال بينهما مباشرة ..

أمي – رحمها الله – كانت إذا أرادت الخروج لمناسبة وواجب اجتماعي .. ترسلني إلى عمتي – رحمها الله - أسأ ل عمتي قائلة : ( عمتي ... أرسلتني أمي لأسألك : من سيأخذنا في هذا المشوار؟ هل هو أحد أبنائك أم هو أحد إخوتي ؟ ) ...

وأعود بالجواب لأمي – رحمها الله –

ثم تسألني أمي : أتدرين لم سألت عمتك ذاك السؤال !!

بالطبع لا أدري !!

تجيب – رحمها الله –: إن كان أحد إخوتك هو من سيأخذنا في مشوارنا ذاك فإني أضع بعض الطيب لأن من سيجد رائحة الطيب الذي وضعته هو ابني ..

وإن كنا سنذهب مع ابن عمتك ، فإني لن أتطيب ، لأنه غريب عني .. والمرأة إذا وجد رائحة عطرها أو طيبها رجل غريب ( فإن الملائكة تلعنها طيلة مشوارها إلى أن تعود ) !!!...

أمي الأمية – رحمها الله – معلومتها هذه غير دقيقة ، لكنها لا تخلو تماما من الصحة في معناها ..

هذه المعلومة الرهيبة المرعبة !! .. كانت تلقي في روعي ظلالا من الرعب الرهبة .. وكنت إلى أن كبرت .. ورشدت - ( مع أني قد تأخرت في الامتثال لأمر الحجاب ) - إلا أني لم أكن لأجرؤ يوما على وضع طيب أو عطر أو بخور عند أو أثناء خروجي ..

بل أني إن لامست قارورة العطر عند خروجي من البيت .. واصطبغ في أناملي بعض منها ... أتوجس خيفة ...!! وترن في أذنـــــــــيّ كلمات أمي - رحمها الله – !!

فجزاها الله خيرا أميمتي .. كم كانت بفضل الله حكيمة ..

فلربما كان رد فعلي مغايرا

و لربما تلبست الجرأة بالعناد لو نهتني أمي نهيا جافا مباشرا في سن هوجاء ..

**** **** ****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق