الاثنين، أكتوبر 11، 2010

الحلال لايضيع

-7-

العرق الطاهر لا يضيع

( الكسب الحلال )

في نقطة من نقاط السيطرة المغروزة في كبد المدينة المنكوبة بالغدر..أوقف ضابط رجلا وقورا ... نظر في هويته ... تفحص بعينين زائغتين تلك السيارة الفارهة ... سال لها لعابه لؤما وطمعا ... أمره بالنزول منها ( ليفتشها من الداخل ) .. أو بالأحرى ( ليتفحصها ) ...

الجندي المحتل : أعطني مفاتيحها !...

الشيخ الوقور : لماذا .. ؟

الجندي : لماذا !! ... هذه ملك الدولة ..!

الشيخ الوقور: هذه سيارتي ... اشتريتها بحُر مالي ..!

الجندي المحتل : حُر مالك ...؟! وهل لك مال ..؟ إنها أموال الدولة ... وسيارة الدولة ... لا حق لك بها ... ... زجره متعسفا لم يرقب لسنه وقارا - وهو الذي في عمر أبيه - : هيا هات المفاتيح ...!

سلم الرجل المفاتيح مقهورا ... وحوقل واسترجع ... وسار إلى بيته يشكو إلى ذي الانتقام ظلم الظالم ... ولؤم الغادر ... وقد ذاق طعم ما استعاذ منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ... ومن قهر الرجال ... ) و الأمر في مثل هذه الأحوال لا يحتاج إلى ( شجاعة الصبيان) قدر ما يحتاج إلى حكمة وحزم وموازنة بين أهون الضررين ...

مضت أيام ... وذهب الرجل راجلا لشراء بعض الحاجيات الأساسية من جمعية الحي ...

... كان في الجمعية بعض عسكر البعث يعيثون فسادا... ويتيهون غطرسة ...

لم يأبه بهم .. ولم ينظر في وجوههم القبيحة ...

أخذ حاجاته .. و توجه خارج الجمعية منصرفا إلى بيته ... وفجأة ...!!! وجد نفسه ... ( وجها لوجهه ) مع سيارته ... قد أوقفت عند مدخل الجمعية ...!!!

تأملها ... نظر إليها ... دار حولها ...!

همس يخاطب نفسه : نعــــــــــم !... إنها سيارتي ... هذا الخدش على بابها الأيمن ... وهذه ( نمرتها ) لم تتغير - وإن كانت أوامرهم تقتضي تغيير نمر السيارات واستبدالها ...!

تفحص محفظته ... يبحث .. : نعم ... نعم .... ها هو المفتاح الاحتياطي ... ! تلفت حوله ... لم ير أحدا ... ركب سيارته وانطلق عائدا بها إلى بيته .... أدخلها المرآب ... وراح يتفحصها بدقة ... قبل أن يلفها بغطائها المخصص لها ...

.... ويالهول المفاجأة !!..

وجد بداخلها وعاء مليئا بالمصاغ الذهب ...قد أضافه ذلك الضابط ( المغوار ) إلى قائمة ( مغانمه ) !!!

احتار صاحبنا في هذا الكنز المسروق !! - وهو الذي ما اعتاد أكل حرام .. - ماعساه أن يفعل به !!!

خبأه في أرض حديقة بيته ...على عزم صادق بالبحث في أمره والسؤال عن شأنه بعدما يفرج الله هذه الكربة عن البلد كلها ......

**** ***** ****

هناك تعليقان (2):

  1. شكرا محمد
    بل الرائع اسيقاظ الشباب باكرا
    فقد بورك لهذه الأمة في بكورها !!!
    ولعلك ممن بورك لهم !!

    ردحذف