السبت، يونيو 04، 2016




سارة .... سيدة هندية كبيرة السن
نحيفة
قصيرة
ضئيلة الحجم ....
شامخة الروح ....
جميلة الروح ....
غادرتنا قبل أسبوعين  إلى العمرة والمدينة ....
التقيتها اليوم في المسجد في صلاة الجمعة ....
استقبلتني بحفاوة وحب ....
وقدمت لي ( صوغتها ) من رحلة العمر ....
خصتني دون الحاضرات بهذه ( الصوغة ) ... 
ست تمرات ( مباركات ) ....
ما أعمق معنى عطيتها لي !!!!
ما أجمل أثرها في نفسي !!! 
أشرقت لها وبها روحي !!!

شكراً سارة 
شكراً من سويداء القلب ....

                            ****

ما أجمل البساطة 
ما أبدع العفوية 
ما أعظم الصدق !!!

الأحد، أغسطس 17، 2014

الكنز الجميل

الأسبوع الفائت ، واليوم ذهبنا نصلي الجمعة في المركز الإسلامي الملحق بالجامعة - هو ليس مسجدا بل مصلى صغير - وهو بعيد عن سكننا ، نأخذ ( المترو ) لأربع محطات ثم مشيا على الأقدام لنحو عشر دقائق ، ووالله إنه أهلٌ لأن يقصد ... المسلمات على بساطتهن ، وقلة معرفتهن بالدين لكن تشعر معهن أن الإسلام هو بيتك ، هو وطنك ، هو أنسك ... ووالله إن القلب ليخفق وإن العين لتدمع ... مع تفشي قلة العلم ... لكن أحس في عمق نفسي بعز الإسلام وعظمة الدين ... المصلى صغير ... والعدد قليل ربما نحو ثلاثين امرأة وفتاة لا يزدن على ذلك ... لكنه يجمع : أفريقيا ، وشرق آسيا ، والشرق الأوسط ، وأوربا وغير ذلك .. اليوم : أقبلت علي عجوز وجهها يتهلل ... لا أعرفها ، احتضنتني بقوة ، وجعلت تلثمني وترحب بي ترحيبا حارا كأنها تعرفني منذ أمد بعيد ، أو كأنها إحدى قريباتي الحميمات ... فبادلتها حفاوة بحفاوة ... ثم سألتها أن تعرفني بنفسها بعدما عرفتها بنفسي ... فإذا هي بريطانية أبا عن جد ... قد أسلمت منذ أربعة أشهر ... بعد بحث عميق عن الحقيقة امتد لمدة خمس سنوات ... وتقول : إن هذا هو سر سعادتها الغامرة ... ووالله إنها على بساطتها وقلة معرفتها بالدين لتجدد الدين في القلب ... ثم أقبلت علي فتاة بوجه بشوش وصافحتني بود واضح وحفاوة بالغة وعرفتني بنفسها دون أن أسألها ، فإذا هي بريطانية أيضا من ويلز ... .... يفرحون بنا نحن العرب ، ويغبطوننا لعروبتنا ، يغبطوننا لأننا ورثنا الإسلام إرثا قديما غاليا عن آبائنا وأجدادنا ... قالت لي : ليتني كان لي جدٌ مثل جدك حظي بهذا الكنز وورثني إياه !!! ثم عادت إلى نفسها تواسي نفسها قائلة : الحمد لله ... أني وقعت على هذا الكنز الجميل ... وسأورثه أبنائي وأحفادي ... .... كانت تتأملني بغبطة ... تنظر إلي بوقار .... تبتسم لي بحب ... يظنوننا الفاتحين أو الصحابة !!! وهذا يطوق أعناقنا بمسؤولية عظيمة ... رب اغفر لنا تقصيرنا ... ... عظمة هذا الدين يتجلى بعض أسرارها في أنه يسري كالنور ؛ لاتوقفه الفكرة السلبية عنه ، ولا واقع المسلمين المخيب فالله أكبر ... الله أكبر.... لله الحمد .... ...

الاثنين، يوليو 21، 2014

حمداً لله وشكراً ... لا منتهى له !!!

لأجلك ريـــــم ....
لأجل ...
... بريق عينيك اللامع في ذاك الصباح الجميل ...
وضوء محياك البهي في تلك الليلة المزهرة ...
... أحكي لك هذه الحكاية الجميلة ...
... 
تعرض يوسف لوعكة مرضية ... وارتفاع في درجة حرارته مكث ، خلالها أياما متغيبا عن روضته ... يتعاطى العلاجات والأدوية ... 
     ومن طريف ما وصفت الجدات لأمه : أن تسقيه ( الشاي ) دافئا مع بعض قطرات من عصير الليمون ... والشاي في العرف التربوي للأسرة ممنوع على الصغار ...
    استجابت أمه لنصيحة الجدات ، وأعدت له الشاي الدافئ مع قطرات عصير الليمون ... 
     وهذا ألذ وأجمل وأشهى دواء عنده ...
    جلس الصغير يوسف جلسة استرخاء ، يشاطر أسرته الأحاديث المنوعة ، و يرتشف فنجان الشاي بمتعة ما بعدها متعة ... كأنما يتمنى أن لا يفرغ الفنجان أبدا ... 
     سرح به خياله الصغير ..منسجما مع ما يعيشه من متعة ارتشاف الشاي ... فقال مخاطبا جلساءه بلهجة صبغت بالجدية ... وهو ينعم بالاسترخاء يتأمل بحبٍ فنجان الشاي الذي يحتضنه بين يديه : ( ... إذا طلب أولادي الشاي فسأسقيهم منه كما يحبون ) !!!
      مازحته أمه قائلة : إذاً ... سأضع لهم في أكواب الشاي الملح أو الفلفل بدلا من السكر !!!
      انتفض كأنما هب من غفوة وأجابها محتجا : ( حرام عليك ... أولادي صغيرونين !!! ) !!! 

الثلاثاء، أكتوبر 15، 2013


... انقضت أعظم أيام الدنيا ...

ولازالت بقية من الأشهر الحُرُم ...

الأشهر الحرم الأربعة
وهي التي تمثل ثلث السنة ...

 
حُرُم ...
 
حُرُم ...
...

 
تساءلت في نفسي ... وتدافعت الخواطر  ....
شهر رمضان .... على عظمته ... وجلاله ... وتميزه ... وبهائه .... ليس من الأشهر الحرم  !!!!
في رمضان ... من الجلال والجمال والعظمة والنفحات والاحتفاء ما لا يخفى علينا !!!
حافل بالعبادات العظيمة ... فرضها وسنتها  !!!

الأشهر ( حُرُم ) .... وليس فيها عبادة مشاهدة مفروضة فرضا عدا الحج - وهو بمناسكه العظيمة لا يتعدى أسبوعا واحدا  - !!!!

 
أمر غريب  !!!

جلت بخاطري وساءلت نفسي : لو أن الله - سبحانه - فرض علينا عبادة مخصوصة محسوسة تستغرق هذه الأشهر ... !!!

  ...
سبحان الله .... أشهر عظيمة .... لكن العبادة المفروضة فيها نفس العبادة المفروضة في سائر أيام العام - خلا الحج  - !!!!

ساءلت نفسي : أي عبادة نتعبد الله بها ونتقرب إليه - سبحانه - في هذه الأشهر الكريمة ؟
( فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) ...
هل هذه الآية تحمل تكليفا بعبادة ؟
وهل النهي فيها فريضة ؟

وهل العبادة التي فرضت علينا في هذه الأيام هي عبادة تعظيمها فقط   !!!

فهل التعظيم عبادة  ... !!!
وأي عبادة هذه التي شرعت ممارستُها بلا مظهر مشاهد ؟ و بقوة وتركيز طيلة أربعة أشهر هي ثلث السنة ... ( والثلث كثير ) !!!
!!!

ما معنى التعظيم هذا ؟؟
وكيف نعظمها ؟؟؟
أعني : كيف نمارس عبادة التعظيم !!!

أعرف كيف أتوضأ و كيف أصلي ... تعلمتها منذ الطفولة
وأعرف كيف أزكي
وكيف أحج وأعتمر ...
وإن جهلت من ذلك شيئا استفتي فأفتَىٰ ...

لكن : كيف أعظم أياماً وأشهراً لا تختلف في صورتها وشكلها وعباداتي فيها عن بقية العام وسائر السنة  !!!

حقا وصدقا أريد أن أمتثل أمر ربي فأحقق هذه العبادة ...
لكني بصدق أُسائِل نفسي بألم : كيف  !!!
كيف ... أقوم بهذه العبادة ؟؟
مشفقة على نفسي أن أظلمها بجهلي  !!!
( فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) - التوبة ٣٦ -
راغبة ببلوغ ( ذلك الدين القيم )  !!!

هتفت بخفاء وعجز وتضرع :
( ربِّ أعنِّي على ذكرك وشكرك .... وحسن عبادتك .... )

ووجدتني ألحُّ :
( ... وحسن عبادتك
وحسن عبادتك ....
وحسن عبادتك .... )

فتحقق في نفسي بعض معرفة - ما أراه إلا كرما وفضلا من الله فله الحمد وله الثناء الحسن - :
وقع في روعي أن الله - تبارك وتعالى - بكرمه وحكمته - سبحانه - لم يفرض علينا - أمة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - في الأشهر الحرم عبادة بدنية أو مالية غير العبادات التي فرضها علينا عامة ... لكنه - سبحانه - أراد من هذه الأمة - في هذه الأشهر عبادة أخرى ... عبادة - خفية جدا ... ثقيلة - ... عبادة قلبية محضة  !!!!
نصلي في الأشهر الحرم كصلاتنا في سائر العام ... وتعظيم شعيرة الصلاة في كل حين لازمة ... لكنها في الأشهر الحرم ألزم  ...

نتصدق - أو ربما نزكي في الأشهر الحرم كصدقاتنا أو زكاتنا في أي يوم من العام ... وتعظيم شعيرة الصدقة والزكاة لازمة ... لكنها في الأشهر الحرم ألزم ...

نؤدي فروضا أو سننا في الأشهر الحرم كما نؤديها في سائر العام ... وتعظيم شعيرة الفرائض والسنن لازمة ... لكنها في الأشهر الحرم ألزم  ...

نجتهد في امتثال أمر ربنا بالحجاب أو بالأمانة أو الصدق ... أو غيرها في الأشهر الحرم كفعلنا في سائر العام ... وتعظيم هذه الشعائر في كل حين لازمة ... لكنها في الأشهر الحرم ألزم ...

...
 نتجافى عن المعصية - صغيرها وكبيرها - في كل العام ... لكننا أمرنا أن ننظر للمعصية في الأشهر الحرم بمنظار يضخمها يغلظها يعظم شدتها يرعبنا من الدنو منها ....

إذا فالعبادة التي فرض علينا أداؤها في ثلث كامل من العام هي عباد القلب - لا القالب -
عبادة الباطن لا الظاهر ...
عبادة المراقبة ...
لتكون شحنة للثلثين الباقيين من العام ...
( لتقوى ) القلوب ...و ( لتتقوى ) على طاعة ربها كما يحب - سبحانه - لها :
( ... فإنها من تقوى القلوب )
( فهو خير له عند ربه )
  ...
ولأنها عبادة ثقيلة ... جُعلت لها أيام طويلة ... ليس للبدن فيها من عمل تعبدي - إضافي - بل التكليف كل التكليف فيها للقلب ... وما يداخله من شعور
لأن القلب هو :
( ملك الملَكات )  ...
( وإمام الجوارح )  ...
( وهو مناط التقوى )

...

الخميس، أكتوبر 11، 2012

من الحماسة ... ( ما قتل ) !!!


      مع بداية العطلة الصيفية ... ابتاعت الأسرة حوض سباحة ووضعته في فناء المنزل لينعم الأطفال بالطرطشة بالماء فهي متعة لهم !!! 
     تسارع محمد وصهيب ويوسف لملء الحوض بالماء يسابقون الوقت ... 
    أترابهم أبناء الجيران رأوا من خلال الشرفة الحوض يترقق فيه الماء فلم يقووا على مغالبة إغرائه وجاءوا يتراكضون يحملون ملابس السباحة في يد والفوط في اليد الأخرى ليشاركوهم ... 
    لا بأس فالحوض واسع ... والصدر - بحمد الله - رحب ... وإدخال السرور على الجار قربة !!
     نزل الأطفال الستة في الحوض يلعبون ويطرطشون ويتراشقون بالماء ... تحت سمع الأم وبصرها ومراقبتها ... 
     ومع بذل المجهود والنشاط شعروا بالجوع ... فاستأذنتهم الأم وغادرتهم لإعداد بعض الشطائر والعصائر !!
     وما راعها وهي في المطبخ تعد لهم الوجبة الخفيفة إلا أصوات صياح ولغط وهياج ...
     تركت ما بيدها وأسرعت نحوهم ... وإذا يلعبون لعبة ( جهنمية ) !!!
رأت منظرا ارتعدت له فرائصها !!!
رأت بعضهم يغَطِّس رأس بعض في الماء ... 
زجرتهم ورفعت رأس الصبية الغاطسين  !!!
وسألتهم : لماذا تدفع برأس أخيك أو صديقك في الحوض ألا تعلم خطورة ما تعمل !!!
فبرروا ببراءة متناهية ... وحماس طفولي ( قتّال ) : أنهم انقسموا إلى فريقين يتنافسان في الغطس ... وأي الفريقين يمكث أعضاؤه تحت الماء مدة أطول ... يكون هو الفائز .... ليس في الأمر إشكال ... لكن الإشكال أن الطفل الغاطس يمسك رأسه طفل آخر من فريقه يضغطه بكل قوة نحو الأسفل ليمنعه بالقوة من أن يرفع رأسه لئلا يخسر الفريق !!!  

ومن ( الحماسة  ) ما قتل !!!  

الجمعة، سبتمبر 07، 2012

      كان صهيب ذو السنوات الثمان يلعب في غرفته مع شقيقه يوسف ذي السنوات الخمس مع أترابهما : حمّودي و فهّودي وفصّولي ... وكانت الأم في الغرفة المقابلة لغرفتهم تسمع ضحكاتهم ومشاغباتهم ... 
      بعد فترة ... ساورها شيء خفي ... و أصوات شبه رجة واضحة ... وضحكات يوسف الغريبة وتعليقاته وهو يقفز على السرير و يصيح فيهم : ... انظروا إلى صهيب كيف يرقص !!! 
   استغربت ذلك ... فهي لم تعهد من مواهب صهيب موهبة رقص !!! لكن حبسها حابس غريب أن تذهب لتستطلع الخبر ... وظل الهاجس يسري بإلحاح خفي !!! 
    لحظات ... ويأتيها صهيب بوجه شاحب وشفتين بيضاوين ويلقي بجسده النحيل في حضنها تعتريه رعشة دون أن يبكي ... احتضنته ومسحت رأسه تهدئ روعه و تسائله ... : ( خير يا صهيب !!! ما الخبر !!! )
     مد إليها كفيه فإذا هما كأنما أصابهما طلقات رصاص أو شظايا لكن بلا أثر لدم !!!
    أنتابها هلع شديد ... وتفحصت الكفين الصغيرين ولثمتهما بحنان وخوف : صهيب !!! ما الذي أصابك ؟؟ ما هذه الجروح ؟؟
    أجابها : كنت أحاول تشغيل ( البلاي ستيشن ) فأمسكني السلك الكهربائي والتصق بيدي ونفضني ولم يفلتني حتى ألقاني أرضا ... 
    كان الخبر مرعبا جدا لأمه ... وساءلت نفسها مليمة ... كيف لم تستجب لما ساورها من هاجس قلق قبيل لحظات ... لقد كان حبيبها الصغير يترنح من شدة سريان التيار الكهربائي في جسده النحيل ... وأخوه والأتراب يتضاحكون يحسبونه يرقص ...

     ... حمدت الله كثيرا على سلامته ونجاته ... وحمدت الله كثيرا على ما تبدى لها من أوجه اللطف في هذا الحادث السريع !!! وتيقنت أن الله - سبحانه - هو السلام و هو اللطيف وهو خير حافظا ... 

الاثنين، مايو 14، 2012

الفتاة الغريبة

اليوم كان لنا موعد مع اللقاء الديني الشهري الأول لمسجدنا في ذاك البلد البعيد ... و لإضفاء مسحة من البهجة والمرح ... جهزت هديتين بسيطتين أقدم الأولى : لأولى الأخوات حضورا ... شكرا مني لحرصها على التبكير في الحضور ، وتشجيعا وتنويها للحرص على الالتزام بالمواعيد ... وأعددت الثانية : لآخر الحاضرات حضورا لأرفع عنا جميعا الحرج ... أو لأسد بابا من أبواب التثاقل والتكاسل والتخلف عن الحضور ... فمن حضرت أخيرا لا شك أنها غالبت مشاغلها حتى اللحظة الأخيرة ... فلها الشكر والتشجيع ... وبصراحة هذه ليست من أفكاري أو إبداعي ... إنما اقتبستها واكتسبتها من حلقات الدروس عندنا في بلدي الجميل ... حرصت على الحضور باكرا ... لعلي أسبق الجميع فأرصد ترتيب مجيء الحاضرات ... وصلت المسجد قبل موعد لقائنا بحوالي ربع الساعة ... فإذا بفتاة غريبة أجنبية شابة ... مع طفلتها ذات العامين في الغرفة المخصصة للأطفال في المسجد ... ظننتها زوجة أحد الطلبة أو المهاجرين المسلمين ... والأمر عادي لا غرابة فيه ... حييتها وسلمت عليها ... وداعبت صغيرتها ... ولكني لم أعرفها ولم أذكر أني رأيتها من قبل ... توافدت الأخوات الأخريات تباعا ... وابتدأت الأخت بإلقاء الدرس على مسامعنا ... وحقيقة هي لم تأت بجديد ... فالدين قديم ... لكن الجميل في هذا الدين أنه متجدد ... والتذكير ببعض نواحيه يجدد الإيمان في النفس (... تعال نؤمن ساعة ) ... ولذا ... فـــ(... الذكرى تنفع المؤمنين ) ... بعد ختام الدرس الذي ذكّرنا بجمال أخلاق الإسلام ... لنستشعر التعبد لله في ممارستها وتمثلها في حياتنا ، وأنها ليست مجرد ذوق إنساني ، أو أدب اجتماعي ، أو حياة مدنية ، أو قانون مسنون يجب اتباعه ،... بل هي عبادة وقربة ودين ... شكرنا أختنا المحاضرة ودعونا لها ... ثم استأذنت الجميع وقدمت الهديتين بجو من المرح البسيط : الهدية الأولى : كانت من نصيب هذه الأخت الغريبة ... والهدية الثانية : كانت من نصيب إحدى الأخوات من سوريا (الجريحة ... عافى الله جراح سوريا وشافاها وفرج كربتها ... ) ... فهي كانت آخر الحاضرات ... ودخلت قبيل نهاية المحاضرة بدقائق ... اقتربت إحدى الأخوات من هذه الفتاة الغريبة ... فهي غريبة عنا جميعا وهي وجه جديد ... ودنت منها أخرى ... وحادثتها برفق لتتعرف عليها ... فإذا هي بريطانية أبا عن جد .. قادمة من لندن منذ أسبوع ترغب بالاستقرار في هذه المدينة : قد دخلت الإسلام ... وتحجبت أمس ( السبت ) !! واليوم ( الأحد ) أول دخول لها للمسجد ... غمرتنا الفرحة والبهجة لهذا الخبر السعيد ... و سألناها : وكيف كان ذاك ؟ .. فقالت : أنها أسلمت بفضل الله أولا و آخرا ... ثم بفضل مجهوداتها الذاتية ... وبحثها عن الحقيقة ... وتحريها للحق .. ... إنــــه لمشهد عظيــــم رغم بساطته ... ... وإنه لموقف مؤثر عميق رغم قصره ... ... وإنها لفرحة ما بعدها فرحة لأخت فازت بهذه المَكرمة الربانية ... مكرمة الهداية ... الحمد لله الذي أنقذها من النار ... ومما زادني غبطة لها أنها أسلمت والتزمت الحجاب في ساعة واحدة ... ولم تنهج نهج بعض الناس من المسلمين في التدرج ( قياسا على تحريم الخمر ) ... بل أخذت الدين والملة جملة واحدة ... عقيدة وعملا ... قلبا وقالبا ... إيمانا وامتثالا ... حتى لكأنها ترجمة مرئية مشاهدة حية لمعنى : ( ما وقر في القلب وصدقه العمل ... ) ... فهنيـــــــئا ... ... مريـــــــئا ... ... هنيـــــــئا ... لها الأجران ... هنيئا لها التصديق بنبيها عيسى - عليه السلام - ثم الإيمان بأخيه محمد - صلى الله عليه وسلم - اللهم يا مقلب القلوب ... ثبت قلوبنا وقلبها وقلوب جميع المسلمين على طاعتك ... اللهم آمين ... آميــــــــــــــن ...