الاثنين، أغسطس 09، 2010
طفل يتحدى
الأحد، أغسطس 08، 2010
من أجلك يا ولدي !!!
من أجــلك يا ولدي كان الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يصلي من الليل وابنه الصغير نائم .. فينظر إليه قائلاً : من أجلك يا بني . ويتلو وهو يبكي قوله تعالى : ( وكان أبوهما صالحاً ) .. فهذه وصفة عجيبة لصلاح الأبناء .. فإذا حفظ الرجل حق الله عليه .. حفظ الله له أبناءه .. بل وأبناء أبنائه من كل سوء... وفي قصة سورة الكهف خير شاهد حيث حفظ الله الكنز للولدين اليتيمين بصلاح أبيهمــا وقيل جد من أجدادهمــا - كما جاء في بعض التفاسيـر - ويحضرني في سياق هذا الحديث أني كنت مرة مع صديق عزيز يتبوأ منصبا رفيعا في البلد ، ويعمل في عدة لجان حكومية – ومع ذلك كان يقتطع من وقته يومياً ساعات للعمل الخيري ، فسألته يوماً : " لماذا لاتركز نشاطك في عملك الحكومي وأنت من أنت في منصبك الرفيع ؟؟!!" . فنظر إليَّ وقال : " بسؤالك هذا تريدني أن أبوح لك بسر في نفسي : فأنا أب لأكثر من ستة من الأبناء ، وأكثرهم ذكور , وأخاف عليهم من الانحراف , وأستشعر التقصير والعجز في تربيتهم , فرأيت من نعم الله وأفضاله عليّ أني كلما أعطيت ربي من وقتي وجهدي رأيت بركة ذلك في سلوك ذريتي ورأيته سبيلا في صلح أبنائي .... فصدق ابن مسعود - رضي الله عنه - : ( من أجـــــلك يا بنـــــي )... - كلمات قرأتها وأثرت في نقلتها لكم -
|
السبت، أغسطس 07، 2010
في انتظار الحافلة
علموني العصافير
( 3 )
في انتظار الحافلة
أخذ محمد ذو السنوات الست حقيبة المدرسة .. وودع والديه بتقبيل رأسيهما .. وودعاه بالدعاء له بالحفظ والتوفيق ... ثم نزل من الشقة لينتظر حافلة المدرسة على الرصيف القريب من البيت ... فهذا أوان وصولها ...
بعد وقت قصير نزل الأب متوجها إلى مقر عمله ... فإذ به يفاجأ بجسد صبي صغير ممددا على قارعة الرصيف متوسدا حقيبته المدرسية !!!
مـــــن ؟؟
أنه محمد ؟؟؟؟
ما بك يا محمد !!!
أجاب محمد وهو يفرك عينيه : لا شيء يا أبي !!... فقط تأخرت الحافلة ... وليس معي من أتحدث إليه ولا يوجد كرسي لأجلس عليه ... فمللت من الانتظار واقفا بمفردي !!!!
**** ***** ****
حقيبة في صندوق سيارة الأجرة
( 3 )
هذا جدك يا ولدي
قالت محدثتي :
أجلست ولدي إليّ يوما .. أحدثه عن جده لأبيه فقلت :
يحفظ الله – بكرمه وفضله – الأبناء بصلاح الآباء ... وبركة العمل الصالح - يا بني - تظهر في الأبناء ... ربما من الجد الأبعد ، وليس فقط الجد القريب ... وسأحكي لك يا ولدي بعضا مما عرفت من سيرة أجدادك القريبين ، لتجعله وساما يزهو على صدرك ، وتاجا يزين هام رأسك ، ونورا تستنير به في حياتك !!!
أمرنا أن نحب الصالحين ونقتفي آثارهم ، فالتشبه بالصالحين فلاح ... وأحسب صنيع أجدادك صنيع الصالحين - ولا أزكيهم على الله - ... وأدعو الله : أن لا يؤاخذهم بما نقول ، وأن يجعلهم خيرا مما نظن ، وأن يغفر لهم مالا نعلم !!
فقلب ناظريك ، ولدي في سيرة جدك ... فهذا جدك يا ولدي ...
*** *** ***
.. قبل نحو40 سنة كان جدك – رحمه الله – يسعى لطلب رزقه من قيادته لسيارة الأجرة التي يمتلكها ، فكان ينقل الناس من مكان إلى مكان ..
وفي رحلة من رحلاته هذه قام ، بتوصيل أناس أغراب من المطار إلى أحد الفنادق حيث محل إقامتهم .. بلغوا وجهتهم ترجلوا ، وأخذوا متاعهم من سيارة جدك ... وسلموا لجدك حقه ... تركهم وغادر داعيا لهم بطيب الإقامة ... ثم سار في طرقات البلاد متما رحلة البحث عن الرزق ...
وعند الظهيرة ... طاف على المدارس ليأخذ أبناءه وبنياته راجعا بهم إلى البيت
... وفي البيت ... مع قائم الظهيرة ... اكتشف أن في الصندوق الخلفي للسيارة حقيبة غريبة ... ظنها للوهلة الأولى أنها الحقيبة المدرسية لأحد أبنائه ... لكن لما فتحها تكشف له غير ذلك ... فهي ملأى بالنقود !!!
ولدي الغالي ... ما تظن أن جدك فاعل بهذا الكنز الذي أصبح بين يديه ، وفي صندوق سيارته ... وهو الرجل البسيط الذي يسعى لرزقه بسيارة أجرة ؟؟!!
مازحته إحدى النساء الزائرات في بيته قائلة : والله شيء رائع .... هذه الحقيبة وما فيها تكفي للسفر إلى لبنان !!!
لكنه بورعه الفطري ، غضب لهذا الكلام ، ولم يتحمل حتى مجرد المزاح فيه ، فالأمر يتعلق بالذمة ... ولا مجال هنا للمزاح فيها !!!
أعاد الحقيبة إلى السيارة مرة أخرى محفوظة بما فيها ... وعاد أدراجه يجوب سكك المدينة يتذكر من كان معه من الزبائن الذين أقلهم إلى أماكن شتى ...
وهو في رحلة البحث هذه ... تذكر أولئك الأغراب الذين أخذهم من المطار .... فسارع إلى الفندق الذي أوصلهم إليه ، فإذ هم في صالة الاستقبال ، في وضع قد أسندوا رؤوسهم على أكفهم ، بمنظر حسير كئيب ... ذاهلين عما حولهم ، يتفكرون في أمرهم بعدما عدموا كل أموالهم وهم في غربة بعيدين عن بلدهم في زمن لا يتمتع بالميزات والتسهيلات المصرفية المتوفرة في زماننا ...!!! أقبل عليهم حاملا إليهم حقيبتهم ... فلما رأوه انتفضوا نشوى كمن هب من كابوس ثقيل مرعب ... سلمهم الأمانة ... ثم غادر من حيث أتى ... لم يرتج بذلك إلا ما عند الله ... !!!!!
**** ***** ****
يا شباب ... هذا كنزكم هذا عزكم !!
( 4 )
القــــــرآن ...
هذا الإعجاز ... هذا الكتاب الأزلي ..
... هو ضمان عزنا – حقيقة - ..
هو ضمان بقائنا ... وخلود ذكرنا على كر الدهور ...
انظر ... بني .. خواء الناس بعدما بعدوا وشتوا عن هذا الكتاب العظيــــــم ..
لا أقول كلاما عاطفيا ... ولا أردد أقوالا مكررة ... ...
إنما حقيقة ...
من عاش مع القرآن بجدية ... عاش الحياة عيشة حقة ... حياة هادفة ... رزينة حياة حية ... حيوية ...
أن نعيش مع القرآن ... وسيلة وسببا وحبلا ...
وأن نعيش مع القرآن هدفا ... وغاية ومبتغى ...
أن نعيش نتلوه ...
أن نعيش نحفظه ..
أن نعيش نتأمله ...
أن نعيش نحاكيه ... نحكّمه ...
نستنير به ... و به نستهدي .... و نسترشد ...
نستشفي به من علل الأبدان والأرواح ...
نهنأ بسماعه ..
نحبه ... حبا حقيقيا ...
حبا يملأ القلوب ...
حبا نستشعر أنه ملاذنا ... لأنه كلام الله – سبحانه - ...
... كلام ربنا وحبيبنا وخالقنا ... وذي الأفضال الجسام علينا ...
ونحب بالقرآن ... كل وسيلة للقرآن ...
**** **** ****
الجمعة، أغسطس 06، 2010
الخميس، أغسطس 05، 2010
الأربعاء، أغسطس 04، 2010
أنا وأختي
لعبتي وشطيرتك !!!!
البيت سكن الروح
الأمان نعمة ...
السكينة نعمة ...
...
والسكن والسكينة ... مترابطان ...
فالأصل أن السكن مكان تسكن فيه النفس وتقر وترتاح ...
والأصل في السكن أنه مكان يجمع أناسا ترتبط أرواحهم مع اجتماع أجسادهم ...
الأصل في السكن أنه يجمع العائلة صغارا وكبارا ...
وكم يبهج النفس ويسر الخاطر أن يقلب الآباء أنظارهم في الأبناء غبطة و رضى وشكرا لله ...!!!
ومن دواعي الغبطة أن يكون الأبناء محل الثناء على الله ومنبع حمده على نعمائه ...
( ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين ) ..
...
تسود بينهم أجمل معاني الأسرة ... من أنس ... ومودة ... ومحبة ... ورحمة ... وتكافل ... وتعاون ...
الود عطر الحياة بينهم ... والاختلاف أمر وارد لكنه طارئ ... والشقاق لا يخطر لهم على بال ...!!
هذا في الأسرة الصغيرة ...
... وتنمو هذه المعاني وترسخ ... حتى تظلل المجتمع الكبير ...
( فالنواة ) في النخلة السامقة ... هي أم الجذور الراسخة ...
وهكذا المجتمع الكبير والأسرة الإنسانية ... كالنخلة ... أساسها نواة صغيرة ... ترسخت فيها المعاني الجميلة ثم أينعت منها وتشعبت.!!!
الثلاثاء، أغسطس 03، 2010
هيام بالبيت العتيق
جدي – رحمه الله - لعله كان ممن تنطبق عليهم هذه الآية الكريمة : ( فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ) - إبراهيم عليه السلام 37 - ... - أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله - فكان يهيم حبا بالبيت الحرام ، يتردد عليه ترددا مستمرا ، ولم ينقطع عنه إلا حين اشتد به الوهن وعجز عن ذلك عجزا شديدا ، بل حتى حين اختلط في آواخر عمره ، كان يردد بتبرم ، وربما بغضب قائلا : هيا ... لقد تأخرت عن ( الحرم ) .. !! وكان يصر أن يذهبوا به إلى ( الحرم ) وهو على فراش المرض الذي توفي فيه ... فكان والدي وعماتي – جزاهم الله خيرا لبرهم بأبيهم – يضعونه على الكرسي المتحرك ، ويطوفون به حول الطاولة ، يلبون ... فيلبي هو معهم بحماس وحب واشتياق يتبدى من نبرات صوته !!!
... ومن أطرف ما ذكر عن جدي - رحمه الله - في هذا الأمر : أنه كان في رحلة برية إلى العمرة مع بعض صحبه أيام نشاطه وصحته ، وفي طريق العودة ، وعند نقطة الحدود الكويتية السعودية ، رأى مجموعة أخرى من أصحابه في سيارة أخرى ، سألهم عن وجهتهم فقالوا أنهم متوجهون إلى العمرة ، فما كان منه إلى أن حمل متاعه من السيارة الأولى إلى السيارة الثانية ، ليعود أدراجه مرة أخرى إلى البيت العتيق !!!
هل في الجنة : نورة وحصة
... نورة ... فتاة في السادسة من عمرها ...
وشقيقتها حصة لم تكمل عامها الخامس بعد ...
جاءتا تمشيان على تردد لأمهما ...
... تكلمت نورة محتجة ... وناطقة بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن أختها !!!
قالت :.. أمي ..!! قد سميت سمية باسم أول شهيدة في الإسلام !!
وسميت محمدا باسم الرسول – صلى الله عليه وسلم – واخترت لعلي اسم الصحابي الكريم ... وهو من أهل الجنة !!!!
أجابت الأم مستفسرة مستوضحة : وماذا في ذلك ؟!!
انفجر العتاب من الصغيرتين لأن أمهما لم تع مغزى احتجاجهما وسر غضبهما فتسابقتا في بثه ...:
- اسميتيني نورة !!!
- وأنــــا اسميتيني حصة !!!
... ولم تحكي لنا يوما حكاية ولا قصة عن صحابية اسمها نورة أو حصة !!!! فأسماؤنا ليست من أسماء أهل الجنة ... أما إخوتنا الباقون فأسماؤهم من أهل الجنة ...!!!
عجبت الأم عجبا شديدا لهذه الحساسية التي لم تحسب لها حسابا ... واستغربت هذه الذكاء الفطري الغض وهذه الغيرة الحقة ... وغالبت دهشتها ومفاجأتها ... واحتضنت البنيتين الحبيبتين وقالت :
ومن قال لكما أني لم أختر لكما اسمين جميلين ؟!! واسمين من أسماء أهل الجنة ؟؟!!
: نورة ... من النور والبهاء والضياء والإشراق ...وقد سميتك باسم أمي الحبيبة - رحمها الله تعالى - .. وأرجو أن تكون من أهل الجنة ... فهي مسلمة .. طيبة .. كريمة الخلق واليد .. أصيلة النفس ... قد علمتنا الدين والخلق والحياء .. وكل خصال الإسلام ... رغم أميتها ... لكنها كانت تدين بدين الفطرة الزكية ... فأحسبها من أهل الجنة .. وأدعو الله أن نلحق بها وإياها بالأنبياء والشهداء والصالحين .. وحسن أولئك رفيقا ...
... وأنت يا حصة ... ما أحمل معاني اسمك .... اللؤلؤة الكبيرة ... الجميلة المتميزة ... هذا من تراث جدك الغواص ..
وهذ اسم جدتك لأبيك - بارك الله في عمرها – ألا ترينها تصلي .. وتصوم .. وهي طيبة الخلق ... وكريمة النفس واليد ؟!! وأشد ما تكون حرصا وتحريضا على الخير !!!
ثم ... ألا يعجبك والدك !!! هو ثمرة تربية جدتك له بعد توفيق الله وهدايته ...
ولعلنا وإياها من أهل الجنة ... مع النبيين والصديقين والصالحين
فاسمك يا نورة .. وأنت يا حصة من أجمل الأسماء ... وفيه من المعاني الطيبة الخيرة الحلوة ... وفيه من صلة الرحم .. وإدخال السرور مالا يخفى عليكما وأنتما الذكيتان ...
ألا ترين يا حصة تباهي جدتك باسمها الذي تحملين ؟؟!!
سرت الصغيرتان ... وانفرجت أساريرهما عن بسمة غبطة وحبور ... وتمتمت شفاههما الصغيرة بكلمات شكر ... وسارتا ممتلئتين رضى باسميهما ...
... وهكذا ذاب شعور التفريق الذي كان يساورهما ويخالج نفسيهما تجاه إخوانهما ...
رثــــاء
هل يمكن أن يرجع أي واحدٍ منا بعد الوفاة ويعيش بعد أن صار تحت أطباق الثرى؟
قبل يوم من وفاته قال لصديقه عبدالله العوضي: أنا راض عن أهلي ومحبّ لهم، والآن ناوي أكتب خطتي الجديدة للمستقبل... وبعد وفاته وجدوا في أوراقه الخاصة قصاصة كتب عليها بخطه أنا الدكتور عمر الرفاعي... كان عنده طموح وهو لايزال طالباً في الجامعة، كيف لا يعيش «عمر» ثانية وقد غرس في كل بستان وردة للوفاء والمحبة، فوجئ أقرب الناس إليه عندما لاحظوا أن أكثر صفة ترددت على «النت» كلمة «قلبه طيب يحب الجميع»... ليس سهلاً أن يصفك بعد رحيلك عن الدنيا أكثر من (1000) شخص خلال ساعات بأنك صاحب «قلب طيب» في زمن كثر فيه قساة القلوب وغلاظ الأكبادْ وجُفاة الطباع ومنكرو الجميل
انه عاش ثانيةً في قلوب الأوفياء... كان منظراً خاشعاً من المعاني التي اقتنص احياءها والتذكير بها معنى الصحبة الخيّرة، واصدقاء الوفاء والاخاء... فما ان عم خبر وفاة «عمر» حتى أعلن أصحابه
كيف لا يكون حياً بيننا من كان يحب سماع مشاكل الناس وبهذا أدرك مفهوم العبادة الواسع حيث يتحول المجتمع إلى محراب للتعبد في اعانة الآخرين
عندما جاء رجل الاطفاء الذي أخرجه من السيارة المطحونة قال رأيت ملصقاً على زجاج سيارته بعنوان «حيّ في قلوبنا» وكانت تلك من أجل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد الاساءة الخبيثة الغربية ضد مقامه عليه الصلاة و السلام... لكن ما رأه الاطفائي قال: حتى عمر حيّ في قلوب الكثيرين كما رأيت وسمعت