الاثنين، ديسمبر 20، 2010

الأحد، ديسمبر 19، 2010

دعوة أوجهها لكل الضيوف الأفاضل الذين تشرفت بزيارتهم الكريمة لمدونتي ... أن يتفضلوا بتسجيل ملاحظاتهم وتعليقاتهم
فتفاعل الضيوف يسعدنا

الثلاثاء، ديسمبر 14، 2010

جمال الشباب


( 12 )

إذا كان الشباب جميلا ... فهو في عيون الأم أجمل ...

ما أعظم غبطة أم ترى أبناءها قد مُلِئوا فتوة ونشاطا ...

بل وأعظم من ذلك .. حين ترى شباب أرواحهم ... وشموخ أخلاقهم ... و شهامة نفوسهم ... شهامة الرجال ... و مروءة الأحرار ...

....

نخوة العزة ...

تملأ جوانحهم ... وتزين أخلاقهم ...

فهم أهل العزم ... لأنهم أهل الأهداف السامقة ... و المرامي العلية ...

هم الذين نصبوا أهدافا جليلة ... وساروا لها بهمة العقلاء ... وإصرار المصابرين وعزم أولي العزائم ...وتفاؤل المؤمنين الموقنين ...

...

قد تعتري كبوات ... لكنها أقل من أن تقعد أحدهم ...

... إنهم رجال اليوم ... ورجال الغد أيضا ...

ينظر إليهم الدين والوطن بعين الزهو والفخار ...

فهيا بَني ...

المهام الجسام ... تتهيأ لأيادكم ...

وأنتم لـــها ...

أنتم لــــها ....

**** ***** ****


مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة

ومن سار على الدرب وصل


الصور ملك خاص للمدونة


الثلاثاء، ديسمبر 07، 2010

شكر وحمد وتناء لا منتهى له

-11-

الشكر لله أبدا وأزلا وسرمدا !!!

بهذه المشاعر المثيرة ...

وخلال هذه الفرحة الغامرة .. صدح صوت ندي حبيب .. انطلق من مئذنة مسجد المجمع السكني .. متناغما مع مشاعر لا يمكن وصفها و لا يعرفها إلا من ذاقها ...

انطلق الصوت حامدا .. مهللا .. مكبرا تكبيرات أشبه ما تكون بتكبيرات العيد ..

الله أكــــــبر ..

الله أكــــــبر ..

الله أكــــــبر ..

ولله الحـــــــــــمد ..

تكررت هذه التكبيرات الفياضة بالايمان و الشكر والثناء ..

تكررت لدقائق هي من أسعد لحظات العمر ... وانسابت خلالها الدموع غزيرة ...

لا تستطيع لها دفعا و لا وقفا ...

.. ثم نادى صوت من أعالي المئذنة : الصلاة جامعة يرحمكم الله ...

الصلاة جامعة .. أثابكم الله ..

.. وبسرعة البرق تسابق الجميع إلى أحضان المسجد : صغارهم و كبارهم .. يسيرون وقد بللتهم قطرات المطر الطاهرة العبقة العطرة الهادئة ... يتراصون صفوفا يحيون الليل صلاة لله .. شكرا على نعمائه .. وترتفع الأكف داعية ضارعة في الوتر شكرا و ثناءا وحمدا .. و امتنانا ..

وتنتهي الصلاة .. وتتشابك الدموع بالابتسامات و التهاني و التبريكات والدعوات ... في مشهد كأنما هو ميلاد جديد للحياة ...

**** ***** ****

ديرة أحرار

-10-

ديــــــــرة الأحــــــــرار

ومع نشرة الأخبار المسائية الرئيسة .. ( يوم لم يكن هناك خبر عاجل ) ...

تحلقت الأسرة حول ذاك الجهاز المضيء ... لعلها تستشف منه ما يطمئنها ... والصغار على عادتهم يتنازعون ويتشاجرون ... و يتصارخون و يتصارعون .... هدهدتهم الأم : أن انظروا ... لعل بشيرا يبشر بخير ...

... تراكض الصغار يحملقون في الشاشة ...

هذا قد انطرح على بطنه و اسند وجهه الصغير على كفيه المبسوطتين ..

وهذه وضعت يدها الغضة مقبوضة تحت ذقنها الصغيرة ...

وهذا مال برأسه ليريحه على الوسادة ...

وتلك جلست القرفصاء وأحاطت رجليها بذراعيها ...

و أصغرهم جلس متحفزا متوثبا ... كأنما ينتظر شيئا ما ...

ساد الهدوء ... وأنصت الجميع للأخبار ... وفجأة .. قفزت صورة جنود البلاد يرفعون أول راية لبلادنا على أول مركز تحـــرر .. !!!

... تقافز الصغار و صاحوا أهزوجة عامية لطالما رددوها طويلا في غربتهم

ديرتنا ديرة أحرار ..

ما نرضى فيها بالعار ..

اطلع منها يا غدار ...

ياللي خنت حقوق الجار ..

خرت الأم شاكرة لله ...

وسجد الأب شكرا لله ...

وحاكاهما الأبناء سجودا .... يكادون لفرط فرحهم .. وكثرت حركتهم وانفعال عبثهم

أن يحولوا سجودهم شقلبة على الرأس .. بل منهم من وقف على رأسه حقيقة !!..

....

مبشرات

-9-

المبشـــــــــرات

عبق المطر في أحلى أصيل

... وتمضي أيام الحرب .. بأخبار تشعل القلق في القلوب فيأكلها أكلا .. كنار امتدت في هشيم .. لفرط ما يكتنفها من غموض ... بل لقد كانت الأيام القلائل السابقة للتحرير .. أياما قاتلة .. يخنقها الصمت الرهيب .. والتكتم الكثيف و التعتيم الإعلامي العجيب .... وكأنها تواكب سحب الدخان التي زحفت من بعيد ... وانسحب على الدنيا بأقطارها ...

وفي أمسية بلغ القلق فيها مداه .. .. فتحت الأم النافذة تنظر وتتأمل ... كأنما ترقب قادما من بعيد ... إذ هبت من السماء نسمات ... كأنما تحمل على أجنحتها البشرى !!..

كان لرائحتها أريج لا ينسى .. مع زخات رفيقة من رذاذ المطر ..

استبشرت خيرا .. و أحست كأنما أبواب السماء قد تفتحت مع سويعات الأصيل لذلك اليوم الذي لا ينسى ..!!

تقاطرت الأمطار .. رقيقة .. ناعمة .. لطيفة .. و أعجب ما في الأمر .. أن الجو ما كان طبيعيا ... بل لقد كان الجو - حقيقة - بديعا رائعا .. تسلل من خلاله شذى يفوح بحياء .. أحست بروعته تلك النفس المكلومة .. ولقد كان للأمطار عبق عجيب ...

كأنه شذى الأمطار إذا تناثرت في البرية على زهيرات النوير .. و العشيبات الندية الخضر ...

عبق .. لا يمكن أن ينسى ... فهتف في النفس هاتف :

( لعل أبواب السماء قد شرعت بالفرج ) !!

**** **** ****

ألعاب الكبار

-8-

أضواء مبهرة تلون السماء !!!

وفي أيام الحرب الأولى .. كان عواء صفارات الإنذار .. يسحب معه على النفس مشاعر الكآبة و الرهبة .. ويتراكض الجميع إلى المخابئ ..

يذهب الناس إلى المخبأ مع الذاهبين .. لكن منهم من يظل يحافظ على سمته المميز : الهدوء .. النظام .. الاتزان ..

.. و - كما - يقولون النفس مطيعة للعادة .. فتألف وتتكيف مع ما يطرأ عليها من ظروف .. و لذا .. فبعد أيام قلائل تكيفت أسر كثيرة مع حياة عواء الصافرات .. وظلت تمكث في شققها في الأدوار العليا من المباني ..

يمضي الرجال والنساء إلى المخبأ كل للمهمة الموكولة إليه في تنظيم المخبأ ومراقبة الناس .. وتظل بعض الأمهات مع أطفالهن .. يحتضن .. يطمئن .. يؤكدن للأطفال أنهم لن ينالهم أذى .. فهم في ذمة الله .. !

تقول الأمهات بثقة ... و بلا أدنى تردد ...

بل يقسمن بالله العزيز .. أن لن ينالهم أذى !! ..

تقول الأم موضحة لصغارها : ألم تبيتوا على الدعاء ..!

ألم تقرأوا الفاتحة و المعوذتين و أوائل و أواخر سورة البقرة .. و آية الكرسي ..!

هذه أمنع حصن ...

... ثم تنطلق صفارة أخرى ويبشر المذيعُ المستمعين : أن قد انجلى الخطر ..

.. تخر جباه الصغار سجدا لله .. شكرا ..

ثم تمضي أيام أخر .. ويتعود الصغار هذه الحياة الجديدة .. ويستعذبون ما فيها من مغامرة ... فإذا هم ينظمون لعبا ولهوا مع عوائها .. فما أن تعوي منذرة بقرب وقوع الخطر .. حتى يتسابقوا و يتدافعوا نحو الشرفات ليروا بأم أعينهم مشهدا ( يمتع براءتهم ) على ما فيه من الخطورة ..!!

.. وتدوي الانفجارات .. وتتلون السماء بوميض أحمر .. ويتطاير الشرر الأزرق ..

ويتصايح الصغار كأنهم جمهور المشجعين ( باتريوت أصاب سكود .. ) !!..

يتضاحكون بفرحة .. كأنهم ينظرون إلى مباراة تزينها الألعاب النارية في ليالي العيد ..

فأينما تذهب .. وفي أي الأحوال تتقلب .. فثم براءة الأطفال ..

**** ***** ****

مخاض التحرير

-7-

الحــــــــــــرب

... مضت أيام ثقيلة .. حبالى بالآلام و الأحزان .. وتعاقبت أشهر .. أثقل من السنين .. وذات يوم ومع سويعات السحر .. استيقظ الناس على أنباء قيام الحرب ..

ومع فزعة الاستيقاظ من النوم ..

ومع أجفان متشابكة .. وأحداق لم تستقر ..

ومع وعي يتأرجح بين الحلم والحقيقة ..

انطلقت كلمات تشق الظلام :

( الله ماضٍ بمـــــــــراده .... ) !!

سبحان الله .. !

كأنما شريط مر في الذهن . !

كأنما عجلة الزمان تراجعت إلى الوراء بسرعة .. !!

كأننا في عصور مضت !.. عصور الحروب العالمية البائدة !!

هل حقيقة قامت الحرب ؟!

.. الكويت .. هاتيك البقعة الصغيرة الوديعة من العالم .. أحقيقة أصبحت هي ساحة حرب عالمية .. بكل عتاد الدنيا ؟ !! ..

بكل أسلحة الدمار ؟!..

وكل خرائب الحروب ؟!!..

.. ومع أيام الحرب .. لم ينس أفراد الناس أدوارهم ..

**** ***** ****

بس الوطن ماله مثيل !!!

-6-

تصريف المشاعر ...

مع إشراقة الصباح .. ودع الضيوف مضيفيهم شاكرين لهم كرم ضيافتهم .. وتوجهوا نحو الرياض .. والتي كانت بحق .. روضة من رياض الطمأنينة و الأنس و المواساة .. لكثير من الحيارى في تلك الفترة الغريبة من عمر الزمن ...

انتشر أعضاء الأسرة في المؤسسات كل يبحث عن دور يناسبه .. لأجل نصرة قضيته .. انخرط الكبار ضمن المتطوعين للعمل في السفارة .. وشارك الصغار للتعبير عما يخالج قلوبهم الصغيرة من خواطر .. و أفكار .. وآلام .. وآمال ربما تعجز ألسنتهم عن البوح بها ...

فمن الأطفال من جمع ( أرشيفا ) لكل ما ينشر في الصحف عن بلدهم التي تركوها مضطرين ...

ومنهم من جمع ( أرشيفا ) لكل خبر يحمل في طياته مساندة لبلاده ..

ومنهم من جمع ( أرشيفا ) عسكريا بعدما صيرته الأحداث عليما بالأسلحة : هذه طائرة ( الأواكس ) وهذه ( الشبح ) .. وهذه ( ميسورى ) ...

ومنهم من نشر لوحاته وألوانه .. و أصباغه .. وحاول أن يفرغ ما في نفسه رسومات على الورق .. ومنهم من صاغ أشعارا حول بلده وقضيته .. وهي في الحقيقة تحريفا لأشعار قديمة نظمت لبلاد أخرى ... وقضايا أخرى ... لكن نشرها بكلمات جديدة تناسب حاله ... وألبسها لبوسه .. :

أنا طفلة ..

أنا طفلة ( كويتية ) ..

عاث اللئيم بأرضي ...

جار الظلام ...

وليتني قد كنت يوما فانية ..

أنا طفلة ..

**** ***** ****

هدموا المباني و المساجد و القصور ...

البعث هم أعداؤنا ..

هم كالذئاب الضارية ..

الحقد يملأ قلبهم ..

نشروا الخراب بأرضي ..

أنا طفلة ..

أنا طفلة كويتية ..

**** ***** ****

وطفل يردد :

في جنح الظلام ..

اغتصبت أرض ..

والناس نيـــــــــــام ..

أهكذا العــــــــــرب ..

يا بعث يا جبان ..

**** ***** ****

وطفلة تصدح بصوتها الشجي تشكر مضيفيها ... :

( إ ) بلادكم حلوة ... حلوة ....

بس الوطن ماله مثيل !!!

( إ ) بلادكم حلوة ... حلوة ...

بس الوطن ماله مثيل !!!

**** ***** ****

واحة الجيارى

-5-

واحــــــــــة الحيارى !!

في الخفجي .. تلك القرية الصغيرة .. التي غدت واحة أمن و أمان .. : أغاثت الملهوفين ، واحتضنت المضطربين .. وهدأت روع المرتاعين .. وداوت جراح المكلومين .. واحتضن حضنها الحاني الحيارى و المذهولين ..

.. في هذه القرية الصغيرة - سقاها الله غيثا إذا الغيث همى - توقفت السيارات بعض الوقت ... ونزل الناس لصلاة المغرب و لبعض الضرورات ... فإذا بامرأة لا يعرفونها من أهل تلك القرية ... تشد على معصم النساء الحيارى شدا رقيقا حزما ... وتقسم بأغلظ الأيمان ... وتلح في القسم ... ألا يبتن هن ومن معهن إلا في بيتها ..

حاولت النساء حياء وحرجا – أن يتملصن .... أن يتفككن من دعوتها .. لكنها .. أبدا ما انثنت عن عزمتها .. أقسمت أيمانا مغلظة .. إلا وضعتم رحالكم في بيتنا ..

فمنهن من تمكن من الاعتذار بلطف اعتذارا قبلته .. وشكرن الدعوة ...

ومنهن من استجاب لشدة إلحاحها .. واستجاب لدعوتها : إجابة للدعوة .. واضطرار المضطر .. ( جزاها الله خيرا .. ) .. لا تنفك هذه الكلمة تنطلق من القلوب قبل الشفاه .. كلما مر شريط الأحداث في ذاكرتهن وعائلاتهن !! .. وهل لمثل هذه الأحداث أن تغيب لحظة عن البال !!

جلست – جزاها الله خيرا – مع ضيفاتها : تحادثهن .. تؤانسهن .. تواسيهن .. تبشرهن بخير .. تطمئنهن .. وكذلك فعل زوجها مع الرجال .. في مجلسهم الخاص ...

أخبرتهن : أنها – وإن كانت سعودية موطنا – إلا أنها بنت الكويت نشأة وشبابا .. وأنها قد سكنت الكويت و عاشت فيها .. وهي لا تكاد تمضى أشهر إلا وتزور الكويت .. التي تعدها بلدها بعد بلدها .. !!

وقد تكرر أنموذج هذه المرأة وزوجها كثيرا في تلك الأيام الغريبة !!!

**** ***** ****

الطريق الوعرة

-4-

الطريق الوعرة

... في طريق الهجرة الوعرة ...

.. و فوق الرمضاء الحارة ...

.. وعلى الرمال الهشة الناعمة الملتهبة ..

.. وبين أفواج السيارات المترامية على جانبي الطريق الرملي ما بين معطلة ومنكفئة .. أومغروزة في الرمال .. شقت كثير من العائلات دربها وسط الآلام .. آلام الطريق ومشقته .. وهذه الآلام – على فظاعتها – تهون أمام آلام النفس وجراحتها الغائرة ..

انحدرت الدموع صامتة ...

همست زوجة لتخفف اللوعة عن زوجها : إنها مُرة .. لكنها في سبيل الله .. تحلو وتهون !! و والله .. يعلم الله .. ما خرجنا إلا فرارا بالدين .. أن ينال منه دنس بعثي .. لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة ... أما الموت .. فلن يقدمه بقاء .. ولن يؤخره هروب !!..

والتفت أب إلى أحد صبيانه .. وقد رسم على محياه الحسير ابتسامة لها ألف معنى : صهيب ! قد نالك من سميِّك الصحابي الكريم نصيب من الهجرة .. فعسى أن ينالك نصيب من بشارته .. ( ربح البيع أبا يحيى !! ) ...

.. وعند أول طريق معبدة في أرض المملكة ...

تلقتهم الوجوه السمحة .. والقلوب الطيبة .. و الأخلاق الشهمة ..

تراكض شباب الجزيرة و الخليج بمروءتهم .. ونجدتهم العربية الخالصة .. لإسعاف المصاب ونجدة المرهق .. وإرواء الظمآن .. وإطعام الجائع .. وإغاثة الملهوف .. تحدَّرت على الوجنات دمعات ودمعات .. وغص الحلق بالعبرات .. وتهدجت الكلمات وتداعت المشاهد فتذكروا خلال الدموع :

قبل شهر تماما .. كنا على صعيد عرفة ... نادى مناد في الحملة ... أن يا أهل الخير ... هلموا للخير .. قد عزمنا على جمع التبرعات لسقاية الحجيج ...

وتسابق الجميع في مضمار الخير ذاك .. بل حتى الفراشين وخدم الحملة .. كل أدلى بدلوه في ذلك السبيل .. وجمعنا من الخير قدرا مباركا فكان ( سبيل الماء ) شاحنة كبيرة ملأى بقناني الماء البارد ، وشاحنة أخرى ملأى باللبن البارد و الزبادي .. وزعناها على فقراء الحجيج الذين توافدوا إلى ذاك الصعيد المبارك من كل فج عميق لتطفئ شيئا من ظمأهم في أيام الصيف الحارة ...

.. والحمد لله ... أن كان آخر أعمالنا في دنيا ترفنا : حج وصدقة ..

نسأل الله القبول

**** ***** ****