-9-
المبشـــــــــرات
عبق المطر في أحلى أصيل
... وتمضي أيام الحرب .. بأخبار تشعل القلق في القلوب فيأكلها أكلا .. كنار امتدت في هشيم .. لفرط ما يكتنفها من غموض ... بل لقد كانت الأيام القلائل السابقة للتحرير .. أياما قاتلة .. يخنقها الصمت الرهيب .. والتكتم الكثيف و التعتيم الإعلامي العجيب .... وكأنها تواكب سحب الدخان التي زحفت من بعيد ... وانسحب على الدنيا بأقطارها ...
وفي أمسية بلغ القلق فيها مداه .. .. فتحت الأم النافذة تنظر وتتأمل ... كأنما ترقب قادما من بعيد ... إذ هبت من السماء نسمات ... كأنما تحمل على أجنحتها البشرى !!..
كان لرائحتها أريج لا ينسى .. مع زخات رفيقة من رذاذ المطر ..
استبشرت خيرا .. و أحست كأنما أبواب السماء قد تفتحت مع سويعات الأصيل لذلك اليوم الذي لا ينسى ..!!
تقاطرت الأمطار .. رقيقة .. ناعمة .. لطيفة .. و أعجب ما في الأمر .. أن الجو ما كان طبيعيا ... بل لقد كان الجو - حقيقة - بديعا رائعا .. تسلل من خلاله شذى يفوح بحياء .. أحست بروعته تلك النفس المكلومة .. ولقد كان للأمطار عبق عجيب ...
كأنه شذى الأمطار إذا تناثرت في البرية على زهيرات النوير .. و العشيبات الندية الخضر ...
عبق .. لا يمكن أن ينسى ... فهتف في النفس هاتف :
( لعل أبواب السماء قد شرعت بالفرج ) !!
**** **** ****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق