الثلاثاء، أغسطس 03، 2010

هل في الجنة : نورة وحصة

علموني العصافير
( 2 )
احتجـــــــــــــاج !!!

... نورة ... فتاة في السادسة من عمرها ...
وشقيقتها حصة لم تكمل عامها الخامس بعد ...
جاءتا تمشيان على تردد لأمهما ...
... تكلمت نورة محتجة ... وناطقة بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن أختها !!!
قالت :.. أمي ..!! قد سميت سمية باسم أول شهيدة في الإسلام !!
وسميت محمدا باسم الرسول – صلى الله عليه وسلم – واخترت لعلي اسم الصحابي الكريم ... وهو من أهل الجنة !!!!
أجابت الأم مستفسرة مستوضحة : وماذا في ذلك ؟!!
انفجر العتاب من الصغيرتين لأن أمهما لم تع مغزى احتجاجهما وسر غضبهما فتسابقتا في بثه ...:
- اسميتيني نورة !!!
- وأنــــا اسميتيني حصة !!!
... ولم تحكي لنا يوما حكاية ولا قصة عن صحابية اسمها نورة أو حصة !!!! فأسماؤنا ليست من أسماء أهل الجنة ... أما إخوتنا الباقون فأسماؤهم من أهل الجنة ...!!!
عجبت الأم عجبا شديدا لهذه الحساسية التي لم تحسب لها حسابا ... واستغربت هذه الذكاء الفطري الغض وهذه الغيرة الحقة ... وغالبت دهشتها ومفاجأتها ... واحتضنت البنيتين الحبيبتين وقالت :
ومن قال لكما أني لم أختر لكما اسمين جميلين ؟!! واسمين من أسماء أهل الجنة ؟؟!!
: نورة ... من النور والبهاء والضياء والإشراق ...وقد سميتك باسم أمي الحبيبة - رحمها الله تعالى - .. وأرجو أن تكون من أهل الجنة ... فهي مسلمة .. طيبة .. كريمة الخلق واليد .. أصيلة النفس ... قد علمتنا الدين والخلق والحياء .. وكل خصال الإسلام ... رغم أميتها ... لكنها كانت تدين بدين الفطرة الزكية ... فأحسبها من أهل الجنة .. وأدعو الله أن نلحق بها وإياها بالأنبياء والشهداء والصالحين .. وحسن أولئك رفيقا ...
... وأنت يا حصة ... ما أحمل معاني اسمك .... اللؤلؤة الكبيرة ... الجميلة المتميزة ... هذا من تراث جدك الغواص ..
وهذ اسم جدتك لأبيك - بارك الله في عمرها – ألا ترينها تصلي .. وتصوم .. وهي طيبة الخلق ... وكريمة النفس واليد ؟!! وأشد ما تكون حرصا وتحريضا على الخير !!!
ثم ... ألا يعجبك والدك !!! هو ثمرة تربية جدتك له بعد توفيق الله وهدايته ...
ولعلنا وإياها من أهل الجنة ... مع النبيين والصديقين والصالحين
فاسمك يا نورة .. وأنت يا حصة من أجمل الأسماء ... وفيه من المعاني الطيبة الخيرة الحلوة ... وفيه من صلة الرحم .. وإدخال السرور مالا يخفى عليكما وأنتما الذكيتان ...
ألا ترين يا حصة تباهي جدتك باسمها الذي تحملين ؟؟!!
سرت الصغيرتان ... وانفرجت أساريرهما عن بسمة غبطة وحبور ... وتمتمت شفاههما الصغيرة بكلمات شكر ... وسارتا ممتلئتين رضى باسميهما ...
... وهكذا ذاب شعور التفريق الذي كان يساورهما ويخالج نفسيهما تجاه إخوانهما ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق