الأربعاء، سبتمبر 22، 2010

ماظنك بالله !!

-1-

يظل الأمل بالله ... مبتسما ...

رن جرس الهاتف ... ليقطع الوجوم ...

امتدت يد مثقل بالأعوام الثمانين ... لترفع سماعة الهاتف ...

تساءل الأب الكهل الكفيف ... بصوت يلفه الأسى ... : نعم ... ؟!

انطلق صوت ابنته عبر أسلاك الهاتف مواسية مترفقة بالأب الذي أنهكه هول الحدث

السلام عليكم ... أبتي .. !

أجاب بصوته الوقور الحاني ... جاهدا في مواراة نبرة الحزن :

وعليكم السلام ورحمة الله ... ها كيف حالكم ...؟

ابنته : الحمد لله ... لا بأس عليكم أبتي ... طهور - إن شاء الله -

الشيخ : بارك الله فيك يا ابنتي ...

متى علمتم بالخبر .. ؟ ..

البنت : في الحقيقة ... لقد أزعجني صوت الطائرات في الخامسة والنصف صباحا ...

الشيخ : أنا والله ... منذ حوالي الثانية والنصف قبيل الفجر قد أقلقني دبيب الدبابات ... !!!

البنت : شدة وتزول ... - إن شاء الله -

الشيخ : أرجو ذلك ... ! والأمل بالله عظيم ...

البنت : الحمد لله على كل حال ...

الشيخ : إي والله ... الحمد لله على كل حال ... ونعوذ بالله من حال أهل النار ...

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ...

البنت : خيرا أبتي ... أستودعك الله ...

الشيخ : في أمان الله يا ابنتي ...

.... وضعت سماعة الهاتف من يدها متثاقلة ... يعتصر قلبها الألم على ذاك الشيخ الوقور الحــــازم ... الذي أوهن الذهول صوته ... وأوجعه فداحة المصاب ...

بل شعرت في لحظة من اللحظات ... أنها لا تحمل هما من هموم الدنيا إلا هم وقع المصيبة على أبيها لفرط حبها له ... وإشفاقها عليه ...

**** ***** ****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق