الاثنين، سبتمبر 27، 2010

مبيت في حضن الغدر

-3-

فثبت الأقدام إن لاقيـــنا

وتمضي الليلة الأولى ثقيلة ... لم يغمض فيها جفن ... ويصبح الصباح ... وقد طوي الناس بطونهم خاوية ... لا لقلة الطعام ... فالخير وفير – والحمد لله - لكن لعزوف النفس عن المطعم والمشرب ...

ويحين موعد صلاة الجمعة ... وهي الجمعة الأولى التي تظلل الناس في رمضاء المحنة ... وخلالها – خلال صلاة الجمعة – انتظمت الصفوف وبدأ العمل ينتظم لتسير سفينة الحياة في خضم هذا الإعصار سيرا شبه طبيعي إلى أجل لا يعلم مداه إلا علام الغيوب ... !!!

وهكذا بدأت مرافق الحياة تتحرك عبر تنظيم المخابز والمطافئ والمرور والجمعيات ... وهذه أخبارها أشهر من أن تذاع ...

وفي مثل هذا الجو الملبد بروائح الغدر... لا غرابة أن تكثر الأحاديث عن القتل و التنكيل ... وتمور الإشاعات مورا وتنشط وكالة بل وكالات ( يقولون ) ... وتمضي الأيام محيرة وتتباين مواقف الدول ... ثم تترادف الأحاديث عن الحرب ... ويتبارى الناس في القيل والقال عن تفاصيل الحرب بجوها وبرها وبحرها ...

**** ***** ****

وفي قصتي هذه ... لن أتناول من ذلك شيئا ... ولن أتحدث عن الآبـــار التي أحرقت ... ولا الممتلكات يوم نهبت ... ولا عن أشباه ذلك مما يتحدث عنه الناس أول ما يتحدثون حين يثار موضوع الغزو ...

ورغم هذا الخضم المتلاطم من الجراحات النازفة والمشاعر المتباينة ... تظل المظاهـــر الاجتماعية الإيجابية براقة لا يشوبها كدر ... اقتطف منها شواهد على تلك الحقبة الغريبة ... شواهد تجسدت في مواقف أخشى أن تطمرها أغبرة النسيان ...

مواقف ... تجسد قيما ومعانيَ أبلغ من الكلمات ...

مواقف ... لها في النفس أصداء حين تتأملها ...

**** ***** ****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق