الأربعاء، سبتمبر 29، 2010

الحق أقوى من البنادق

- 4 -

الغـــــلام واللصوص

صبي لم يتجاوز ... الرابعة من عمره ... أخذه أبوه إلى الجمعية لشراء الحاجيات ... - إن توفرت -

قلب الصغير ناظريه حسيرين في أرفف الجمعية ... عهده بجمعيته زاخرة بكل ما لذ وطاب وكل ما يحب ويشتهي لكنها اليوم شبه خالية ... راح ينظر هنا وهنا ... يبحث عن الحلوى والبسكويت والكاكاو واللعب وغيرها مما أقفرت منه الأرفف ... وقد كانت تعج به سابقا قبل حلول الغزو... !!!

يتذكر بحرقة أنه كان يراها وهي بعينيه أجمل ما كان يملأ الأرفف ... !!!

أخذ الأب ما وجد من حاجاته ... وهم بالخروج مصطحبا الصبي الحزين ... وفي مدخل الجمعية قد تجمعت عصابة من جنود البعث المحتل ...

تفرس الصغير في وجوههم البغيضة ... وصرخ بحرقة الأطفال وجرأتهم العفوية الصادقة البريئة :

أنا لا أحبكم ... !!!

أنتم لصوص ... !!

زمجر البعثي مستغربا الصدق والجرأة :

نحن لصوص !! لم تقول هذا الكلام يا ولد ؟؟

زاد حنق الصغير .. فصرخ :

نعم ...! كل واحد فيكم حرامي !!!..

رد العسكري :

حرامي !!!!

الصغير بإصرار :

نعم ... أخذتم كل الحلوى والكاكاو من جمعيتنا ... !!

رد الجندي المحتل :

نحن أخذنا ؟؟ نحن هنا نحرس لا نـأخذ !!

احتد أحدهم صارخا ليرهب الصغير :

أين أبوك ؟؟ أرني أباك الذي لم يقطع لسانك !!!

... لكن يبدو أن أمر القبض على الناس كان مسألة مزاجية لا تنضبط بضوابط ... ومن حسن حظ ذاك الأب أن لم يكن العسكر جادين في معرفته أو القبض عليه ... أو لعل جرأة الصبي أدهشتهم ...

زبدة القول أن الله سلم ... وعاد الوالد بولده إلى البيت ... وحرم أن يخرج بهذا الصبي ( طويل اللسان ) مرة ثانية ... فالخروج به مغامرة قد لا تحمد عقباها ... ( وما كــــل مرة تسلم الجرة ... !!! ) رفع الأب سبابته في وجه الصغير وهزها : ( مكانك داخل أسوار البيت ... لن تخرج معي أبدا ... !!! حتى يقضي الله في هذا الأمر ما يشاء ... )

**** ***** ****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق