الثلاثاء، ديسمبر 07، 2010

غدر يسابق بزوغ الفجر

-1-

غــــــــدر ...

يسابق بزوغ الفجر !

صدح المؤذن بصوته الشجي .. استجاب له الناس .. نافضين وساوس الشيطان التي تجتذبهم إلى الفرش... مستعينا عليهم بسكب لذيذ النوم في الأجفان ..

انطلق الرجل إلى مسجد الحي ...

صلت المرأة في بيتها .. وجلست في مصلاها .. تسبح ... وتهلل .. وتكبر ... بطمأنينة الفجر .. لا يخالجها أمر من أمور الدنيا ...

وبين هي في هدأتها ... ما راعها إلا هدير مفاجئ .. مزق سكون الفجر الجميل .. !!

... وقبل أن ينطلق تفكيرها إلى أي شيء .. إذ بصبيانها الصغار .. يتراكضون نحوها .. من غرفتهم القريبة مهرولين يصرخون !!

... فذاك الزئير المرعب ... قد داهم أمنهم بلا مقدمات ولا استئذان !! ...

احتضنت الأم صبيانها بكل الحنان .. وحاولت أن تتصنع الضحك و الابتسام و المرح ... لتخفف من روعهم ... لكن الأمر كان أعظم ...

... هدأتهم .. و أجلستهم إلى قربها وفي أحضانها ... وتناولت المذياع تدير مؤشره ... لعلها تسمع ما يطمئنها !!

.. أو لعل مذيعا يعتذر عن هذه الأصوات .. وأنها مجرد أصوات طائرات بلادها .. قد اخترقت مجال الصوت خطأً .. أثناء تدريباتها المعتادة !! ..

.. هكذا كانت تمنّي نفسها !..

.. لكنها - مع الأسف الشديد – لم تسمع من ذلك شيئا ..

.. بل إن ذلك الاضطراب الذي أصاب الإرسال ... ثم الانقطاع المفاجئ للأخبار ...

وتلك الأنشودة التي انطلقت من الإذاعة ( يا حماة العـــــرين .. لقنوا المعتدين !! ) والتي ليس لها إلا معنى واحدا .. (الحــرب ) .. كل هذه الأمور مرت في لحظات .. فبددت ما كان يداعب تلك المرأة الوحيدة مع صغارها ... من أمل بالاطمئنان ...

سرت في أوصالها رهبة .. ودب في جسدها النحيل اضطراب .. وقلبت النظر في وجوه صغارها الأبرياء .... وانطلقت من شفتيها همسة نحو السماء ... : ( لطفك ... ربي !! ) ...

**** ***** ****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق