الثلاثاء، ديسمبر 07، 2010

واحة الجيارى

-5-

واحــــــــــة الحيارى !!

في الخفجي .. تلك القرية الصغيرة .. التي غدت واحة أمن و أمان .. : أغاثت الملهوفين ، واحتضنت المضطربين .. وهدأت روع المرتاعين .. وداوت جراح المكلومين .. واحتضن حضنها الحاني الحيارى و المذهولين ..

.. في هذه القرية الصغيرة - سقاها الله غيثا إذا الغيث همى - توقفت السيارات بعض الوقت ... ونزل الناس لصلاة المغرب و لبعض الضرورات ... فإذا بامرأة لا يعرفونها من أهل تلك القرية ... تشد على معصم النساء الحيارى شدا رقيقا حزما ... وتقسم بأغلظ الأيمان ... وتلح في القسم ... ألا يبتن هن ومن معهن إلا في بيتها ..

حاولت النساء حياء وحرجا – أن يتملصن .... أن يتفككن من دعوتها .. لكنها .. أبدا ما انثنت عن عزمتها .. أقسمت أيمانا مغلظة .. إلا وضعتم رحالكم في بيتنا ..

فمنهن من تمكن من الاعتذار بلطف اعتذارا قبلته .. وشكرن الدعوة ...

ومنهن من استجاب لشدة إلحاحها .. واستجاب لدعوتها : إجابة للدعوة .. واضطرار المضطر .. ( جزاها الله خيرا .. ) .. لا تنفك هذه الكلمة تنطلق من القلوب قبل الشفاه .. كلما مر شريط الأحداث في ذاكرتهن وعائلاتهن !! .. وهل لمثل هذه الأحداث أن تغيب لحظة عن البال !!

جلست – جزاها الله خيرا – مع ضيفاتها : تحادثهن .. تؤانسهن .. تواسيهن .. تبشرهن بخير .. تطمئنهن .. وكذلك فعل زوجها مع الرجال .. في مجلسهم الخاص ...

أخبرتهن : أنها – وإن كانت سعودية موطنا – إلا أنها بنت الكويت نشأة وشبابا .. وأنها قد سكنت الكويت و عاشت فيها .. وهي لا تكاد تمضى أشهر إلا وتزور الكويت .. التي تعدها بلدها بعد بلدها .. !!

وقد تكرر أنموذج هذه المرأة وزوجها كثيرا في تلك الأيام الغريبة !!!

**** ***** ****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق