الخميس، يناير 27، 2011


                                       ( 6 )
درس في الأمانة !!
قالت محدتثي :
إن نسيت فلن أنسى صورة أمي في ( حوش المطبخ )– فناء المطبخ -
فأذكر أني حين كنت صغيرة جدا ، ربما كنت إذ ذاك في الرابعة أو الخامسة من عمري .. ، كان يؤتى ( بالمونة ) من سوق الخضار ، ولأن المشوار كان بعيدا ذلك الزمان ، فكانت هذه العملية تجرى على فترات متباعدة نسبيا ... وإذا أدخلت ( المونة )  تدخل في بيتنا ، وهي قسمة بيننا بين بيت أقاربنا – الملاصق لبيتنا – كنت وأنا ألهو وألعب قريبا من أمي ، كنت ألحظ ما يشبه لعبي ؛ إذ كانت تقوم بعملية فرز : فتنحي التالف من الثمار والخضار جانبا ، ثم تقسم الصحيح السليم إلى كومتين ، بعد أن ترفع قسما لجدتي ( جدتي لأبي ) ، وترفع قسما للخدم والعاملين ، ... ثم تناديني ؛ تناولني شريطين مختلفي اللون ، وتطلب مني أن أضع على كل كومة شريطا ، فإذا فعلت ، قالت : هذه لنا وهذه لعمتك !!!
أي أنها تجري قرعة ، لأنها هي التي كلفت بالقسمة ...
وهذا إنما يدل على دقتها ، وورعها مع أقرب الناس لها ، عدا البعيدين ، ذلك أن عمتي – رحمها الله – كانت تحب والدتي حبا شديدا ، وتثق بها ثقة عظيمة ، ولا ترى أي داع لهذه الدقة ( فالجيب واجد ) !!!
لكن الوالدة – رحمها الله – تأبى إلا ذلك التحري .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق