الثلاثاء، يناير 25، 2011


                                    ( 16 )
من حيـــــــــــــل الطفولة

       كان الأب كثيرا ما يجمع أصحابه في شقته الصغيرة فيما يشـــبه ( الديوانية ) ... وكانت الصغيرة نورة ( ثلاث سنوات) تلــــــعب دور ( المراسل ) بين أمها والأضياف ... تحمل للأضياف الماء .. أو علب المناديل الورقية ... أو غير ذلك من خدمات تجد فيها متعتها ..
...
       لكن بحكم طفولتها ... وصغر سنها ... كانت تسبب للوالد ولأضيافه مضايقات ... كأن تتحرك فتسكب الماء أو الشاي ... أو تحاول أن تلفت الأنظار لها كلما انشغلوا عنها تبعا لنظرية ( نحن هنا ) .. بكثرة الإزعاج أو الحركات أو الكلام ...
       ... وفي أحد الأيام ... بلغ منها الإزعاج مبلغا أغضب الوالد بعض الشيء فحملها لأمها طالبا من الأم أن تمسكها وتمنعها عنه وعن الأضياف  ...
       ... فعلت الأم ذلك وراحت تشغل الصغيرة بأمور أخرى ...
       ضاقت الصغيرة نورة ذرعا بـــــ( منع التجول ) الذي ضرب عليها .. وحاولت بكل حيلة أن ( تخترق ) المنع ... فتفتق ذهنها الصغير عن حيلة طفولية ذكية ... استنجدت لها بسلاح الطفولة         ( الفتاك ) ... استخدمت الدموع ( الحرى ) ... دموع البنيات ... وأظهرت الضعف والمسكنة ..
       وكان منظر الدموع ( مأساويا ) ... لكن كلماتها المصاحبة للدميعات قلبت المأساة إلى نكتة طويلة ... وضحكة عريضة ... إذ أنها بذكائها حولت الحسرة من حسرة على نفسها بسبب ( منع التجوال ) إلى بكاء لحال أضياف  أبيها ... وراحت تندب حظهم وتولول بحسرة .. وكلماتها تسابق دميعاتها الحارة :
( مسكينين الرياليل ...
مسكينيين الرياليل ...
ما عندهم بيت ...!!! )[1]

****    ****    ****


- مسكينيين : تعني مساكين [1]
- الرياليل : تعني الرجال ..










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق