حكايات عِذاب عن الجدات !!
قالت محدثتي :
إن نسيت فلن أنسى يوم جلسنا نتذاكر محاسن موتانا .. لنأخذ من حياتهم عبرا وفخرا .. ولنعطر حياتنا وفاءا بأهل الفضل من أهلينا ، فكان لجداتنا نصيب وافر .وهن أهل لذاك !!!..
فتداعى على ألسنتنا بعض ما احتفظت به ذاكراتنا من ملامح ومحطات في سير جداتنا – رحمهن الله – فتسابقنا في نشر المحاسن
***** ***** *****
( 13 )
حـــــياء
في الحياة إلى الممات !!
قالت محدثتي الأولى :
هذه جدتي ... ولست في هذا أزكيها ، ولا أطريها ، ولا أدعي أنها كانت ملَكا ، ولا أنها من الصفوة ، ولا هي من خير الناس ... لكني رافقتها دهرا ؛ ورأيت ، وشهدت بما علمت .. ومن الأمانة أن أظهر ما تكشف لي من جوانب في حياة إنسان تستحق النشر في المحيط البشري حولي ... وإنني حقيقة أرى أنها - رحمها الله – ليست بدعا في خصالها التي أطرحها في هذه الخواطر ، لكنها تمثل غالب ذلك الجيل الذي عاشت فيه ، فكأنها - رحمها الله - كانت نموذجا لجيل مضى إلى ربه ، وهي مع هذا ؛ لا تسلم من الخطأ الذي لا يسلم منه بشر ، الذي نسأل الله - العفو الكريم - أن يتجاوز عنها وعن المسلمين أجمعين .. اللــــهم آمين
...
استرسلت محدثتي :
لا أظن أحدا من الأحفاد تمتع بحضن جدتي - رحمها الله - كما حظيت أنا ، فلقد (أوقفتي ) والدتي- رحمها الله – لمؤانسة أمها ، وكنت أمكث عندها في بيتها العتيق الأشهر ذوات العدد ، ذاك البيت الصغير بحجم جسدها النحيل ، البسيط ببساطة روحها العفــوية ، الجميل بجمال حنانها الفطـــري .. ولقد تكشف لي من خبايا نفسها القدر العظيم ..
كانت - رحمها الله – على قدر وافر من الحياء ؛ حتى إنها لتستحيي من أصغر أبنائها الذي تسكن معه في البيت ، الذي هو خالي - رحمه الله - فتتعامل معه كما تتعامل مع الزائر الغريب : بحفاوة ومجاملة ، مع ما يكنه لها خالي - رحمهما الله – من الود والبر والتبسط ..
ومن مظاهر حيائها الجم : أني مع طول مكثي معها ، ومصاحبتي لها ، لم أكن لأكاد أسمع منها إلا همسا ... فصوتها خفيض جدا ، وضحكها هامس ..
كنت أشعر بحنوها الفطري ، وإن لم تكن تصرح به أو تعلنه ، بل يتبدى لي من تصرفها الرقيق وهمسها الحيي ..
**** **** ****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق