الأربعاء، يناير 05، 2011

من يصحح الخطأ ؟؟؟

( 11 )

درس في المســــــئولية

تعودت الأسرة أن من يعمل عملا يتحمل نتيجة عمله إن خيرا يشجع وإن خللا يلزم بإصلاح ما أخل ...!! وإن ساعده أحد في الإصلاح فلا مانع لأن التعاون مطلوب ...!! بل مرغوب محبوب ...

صهيب تلميذ في الصف الأول الابتدائي ... وفي أيام دراسته الأولى ... ومع محاولاته الأولى كانت الأم تقف منه موقف المساند المساعد المؤازر المشجع ... فكتب كلمة كابد صعوبة في كتابتها ... لكنها ليست هي المطلوبة بل كتبها بدل كلمة أخرى وكانت كلتا الكلمتين من الصعوبة بمكان ... وكمساعدة له ... مسحت الأم الكلمة الخاطئة ثم طلبت منه إعادة كتابة الكلمة الصحيحة وإعادة المحاولة ... وإذ به يصرخ محتجا ومقسما بأغلظ الأيمان ...

قال : ماذا ؟!!! ... والله لن أكتب شيئا !!! هذا ظلم ..!!!

هذا ليس عدلا ...!!

استغربت الأم هياجه وصياحه وثورته واحتجاجه ... ولم تتبين ما يريد ... ولماذا هذه الثورة الــــــعارمة ...!!

ولما استوضحت منه قال : الذي محا الكلمة هو الذي يكتبها ... أنت التي محوت الكلمة.. فأنت تكتبينها ..!! أليس من ارتكب خللا هو

يتحمل نتيجة خلله ؟؟!!

انطلقت من قلب الأم ضحكة صادقة لهذا التصور البريء للمسئولية ولهذه العفوية المفاجئة ... ضحكة سرت في نفس الصبي فهدأت من غضبه... واسترخت أعصابه واستغرب ضحك أمه الذي لا مناسبة له في هذا الموقف في ظنه ...

قالت له : نعم يا طيب ... المخطئ يصحح خطأه .. وأنت أخطأت في الكتابة ... والمطلوب أن تصحح خطأك ... أما أنا .. فحين محوت الخطأ ففعلي لأجل مساعدتك ... أبدى الفتى الصغير بعض الاقتناع ... وأعاد كتابة الكلمة صحيحة على مضض ...!!!

**** **** ****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق